عمليّة نقل الموتى من مقابرهم الحاليّة إلى مقابر أخرى بحضور أهاليهم لمتابعة نقل الرفات عمليّة مقلقة على المستوى النفسي وتدخل الحزن وتعيد الذكريات وتجدّد الالم …عملية لاقت جدلا كبيرا وتساؤلات عديدة حول الجدوى منها وأرجعها البعض إلى الرغبة الجامحة للبلديّات لإستغلال الاراضي المخصّصة للمقابر والتي اصبحت ذات قيمة ماليّة كبيرة وكبيرة جدّا وعابوا على البلديات إنتزاع قبور الأموات الذي لا يحدث إلا في صفاقس ففي الولايات الاخرى تنتصب المقابر في قلب المدينة كالمهديّة مثلا ومقبرة الجلاز بالعاصمة ومقبرة سيدي عبد العزيز بالمرسى وتحتل كلها مواقع إستراتيجيّة ولكن بلديّات تلك المدن لم يفكروا في نقلها إلى خارج مدنهم ….في صفاقس فقط يغيب التخطيط طويل المدى ويغيب إحترام راحة الموتى ومطاردتهم حتى في مماتهم وكأن الأموات مُجرّد متسوغين لقبورهم وما تم فتحه من مقابر اليوم ستنقله البلديّة بعد سنوات وبعد ان تصبح الارض ذات قيمة كبيرة .