صنفوني ان شئتم ضمن مرضى مستشفى الرازي، واغسلوا ان شئتم أياديكم على مداركي العقلية، وصلوا ان شئتم على آخر ذرة وعي عندي صلاة الجنازة وارحموني من عذاب «قبر الحياة» أي سكني في مسكن الأوضاع التي نعيشها وأزيحوا عني عبء الأسئلة التي أصبحت لحود هذا «القبر المنسي» للجندي المنسي. هلا ترون ما أرى وتسمعون ما أسمع وكالات أسفار الى الجنة وأدلاء سياحيين مختصين في خفايا الآخرة بجنتها وجحيمها من أتباع العلوم الكلاشنكوفية والآداب المولوتوفية والتربية التفجيرية هلا أتاكم حديث الوفد المسافر الى الجنة عبر سوريا من فلذات أكبادنا اليافعين شبابا.
كونوا معي سيسين و«سايسوني» هل تسمح السياسة للسياسي ان ينوب الرب جل جلاله في الأرض فيحاسب الموتى في قبورهم ويصدر في شأنهم أحكاما مؤبدة ويجحد عليهم ذكرهم بخير فتارة يدنس قبورهم وأخرى يخرج رفاتهم منها، وطورا يملؤها لعنة وسبا وشتيمة لمن فيها ويؤله البعض منهم. أرجوكم لوجه الله جوابا عن السؤال.
لماذا سكن كم من ساستنا المقابر وأقاموا فيها أيام الحشر والحساب والعقاب لرموز موتانا؟ وهل ان السياسة تجعل من بعض ممارسيها أشباه عزرائيل في المخيال الشعبي البسيط وأن للسياسة ناكرها ونكيرها والست التي تحمل راكبها زقفونة في رسالة الغفران.
لماذا لا يذكر هؤلاء موتانا بخير على غرار رئيسنا المؤقت المحترم الذي ماوطأت قدماه موطنا الا وزار الموتى في قبر الممات في انتظار ان يزور أشباه الموتى في منازلهم قبر الحياة كما تسميها الجدات اللواتي أشكرهن جميعا وخاصة أولئك اللواتي ربين أحفادهن في قصصهن لهم على قداسة الميت وقبره وعلى أن لا ينبش القبور الا الذئاب والضباع لنهش لحوم الموتى فهل أن الجماعة «ضبعو» فعلا أي فقدوا العقل في نبش القبور ونهش لحوم الموتى وتكسير عظامهم ومطاردة اتباعهم من الاحياء بتفعيل السؤال الشيطاني الشهير. «انت معانا والا معاهم»