سابقا كنا نخترق المدينة العتيقة صباحا فنجدها مبلّلة ونظيفة ولا وجود للاوساخ أو الحاويات الملآى بالفواضل ولا اكياس بلاستيكيّة تعبث بها الرياح واليوم إنقلبت الآية واصبحت المدينة العتيقة عبارة عن مصبّ كبير يتخلّص فيه التجار والخضارة والجزارة ومصانع الاحذية من فضلاتهم قبل غلق دكاكينهم لتبقى حتى الصباح دون رفع ..وكان بلديّة صفاقس ارادت الإحتفال بصفاقس عاصمة الثقافة العربيّة على طريقتها الخاصّة جدّا واول ما قامت به هو الإستغناء عن جرّارات المياه التي كانت تتولى تنظيف نهج الباي ونهج الجامع الكبير من بدايتها لنهايتها ولعل هذا المعلم الاخضر الذي مازال شامحا رغم الإهمال شاهدا على تغيّر الاحوال فأصبح يئن تحت الاوساخ بعد ايام العز والتظيف بالمياه …هل تساند بلديّة صفاقس تعفّن المدينة ولماذا إستغنت عن العادة الحميدة وهي الوحيدة الفعالة لتنظيف الانهج الضيّقة …هل ستعود إلى إستعمالها وتسليط اشدّ العقاب على كل محل يخل بالنظافة لإنقاذ ما تبقّى من مدينتنا العتيقة ؟ نأمل ذلك قبل فوات الاوان وحتى يجد ضيوف صفاقس عاصمة الثقافة العربيّة مدينة عتيقة اهلا لهذا التشريف .