عمد بعض أصحاب محلات بيع اللحوم الحمراء بصفاقس إلى غلقها في عملية إحتجاج على فرض تسعيرة قصوى لبيع لحم الضأن و البقر . و عند إتصالنا ببعضهم قالوا كيف يمكن لنا أن نبيع لحم الضان ب14800 بعدما كنا نبيعه ب18 دينارا ؟ و نريد أن يقع تحرير الأسعار و كالعادة فإن المواطن هو الذي يجب أن يدفع الثمن فإما أن يدفع و الفم ساكت و إلا فإن الإضرابات تضعه أمام الامر المقضي …. فهل نحن بصدد مشاهدة عملية لي أذرع بين وزارة التجارة و رغبتها في المحافظة على أثمان معقولة و بين تجّار تعوّدوا على الربح الوفير دون إعتبار مصلحة المواطن .. و هذا المواطن يبقى حائرا أمام محلات الجزارة و أثمانها …هذه الأثمان التي نجدها أقل بكثير بالجزارة الموجودين بطريق تونس و الغرابة و طريق المطار و بوسعيد القنيطرة و هو ما يحيلنا إلى طرح سؤال على جزارة صفاقس هل حقا أنتم تتعرّضون للخسارة ؟؟ و لماذا يبيع الآخرون بأثمان عادية و هم يحمدون الله على الكسب الوفير ؟ إنها فقط عقلية الكسب السريع و الوفير دون أن يضع المرء أمام عينيه معاناة أخيه الفقير و المعدم و ذي الدخل المحدود …فالفضاءات التجارية الكبرى تبيع اللحوم حسب التعريفة المحددة من طرف وزارة التجارة و ما على المواطن إلا التوجه إليها و ترك هؤلاء المستكرشين و بضاعتهم حتى لا يفكرون مرة أخرى في مطلبهم بتحرير الأسعار للقفز بها إلى ما فوق العشرين دينارا . إنه شهر التراحم و القناعة يا قوم و أنتم جعلتم منه شهر إستغلال الفرص و الثراء السريع فإرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء و لتعلموا أنه حتى في شهر رمضان المبارك يمكن لنا ان نستغني على لحومكم و نقاطعها و لن نسمح لكم بإمتصاص دماءنا هكذا قال لنا أحد المستجوبين حول أسعار اللحوم و هو ينتقل من محل إلى لآخر ليخرج في الأخير خاوي الوفاض و في قلبه غصة و عينه دمعة .