شهدت البلاد في الأيام الأخيرة بروزا لظاهرة العنف من أطراف مختلفة ، و تبادل للاتّهامات حول هوية المبادر به .. ، و لقد سجّلنا اعتداءات على صحفيّين ، و متظاهرين و بعض الشّخصيّات السياسيّة ، كان آخرها ما شهدته ليلة 5 اوت من قمع لتجمّع ، و الاعتداء الحاصل على شخص الأستاذ عبد الفتّاح مورو تبعا لهذه الوقائع ، تعبّر جمعيّة العدالة و ردّ الاعتبار عن : شذبها للظّاهرة و تنديدها بالعنف ومنظّريه و ممارسيه مهما كانت الجهة التي بدر منها . كما تنبّه إلى خطورة الموقف إذا ما واصلت الدّولة في موقف عدم المبالاة ممّا يشجّع على خرق القانون لإمكانية الإفلات من العقاب ، التي أصبح يحسّ بها ممارسوا العنف السّياسي خاصّة . هذا كما تندّد الجمعيّة بالعنف الرّسمي الممارس على المتظاهرين و الذي طال المارّة و المراقبين للأحداث كما حصل لنائب رئيس الجمعيّة الأستاذ خالد الفوني الذي اعتدي عليه في الطّريق العام بالعنف المادّي و الّلفظي خاصّة من قبل رجال أمن في شارع الحبيب بورقيبة ، كما سجّل عضو الجمعيّة ميدانيّا ممارسة مبالغا فيها للعنف من قبل رجال الأمن ، و كما تندّد الجمعيّة بالعنف الشديد الممارس على النّاشط الحقوقي و عضو الجمعيّة بصفاقس السيّد رياض اللّومي اثناء محاولته التثبت من ادعاءات بوجود تجاوزات مرافقة لاضرابات 6 اوت بصفاقس مما يجعلنا ندعوا إلى وقفة تأمّل من قبل جميع الأطراف إلى : 1.الابتعاد عن المواقف المتشنّجة و سياسة ردّ الفعل و الاستفزاز. 2.البحث الجدّي في الظّاهرة و في سبل معالجتها . 3.التّنبيه إلى أنّ الإسراع بمعالجة الظّاهرة هو جزء من العلاج ، باعتبار أنّ ما وصلنا إليه هو نتيجة لتراكمات تخلّي الدّولة عن دورها في معالجة الوقائع الماضية . 4. الدّعوة إلى الإسراع في إصلاح المنظومة الأمنيّة باعتبار أنّ ما شاهدناه في الأيّام الأخيرة لا يوحي بأنّ هناك خطوات قطعت على هذا الدّرب . 5.دعوة النّشطاء في شتّى الميادين إلى التعقّل و توخّي المسالك القانونيّة في تنظيم أنشطتهم . هذا كما لا بدّ من التّنبيه على نقطتين ، الأولى هي أنّ الظّاهرة إذا ما استفحلت في هذا الظّرف بالذّات فإنّ وقعها شديد و مؤثراتها خطيرة في الواقع الهشّ الذي نعيشه مع الأسف أمّا النّقطة الثّانية و هي ملاحظة نسديها إلى القيادات الأمنيّة أنّ العنف الرّسمي المبالغ فيه لا يمكن تبريره مهما كانت الأسباب ، فضلا عن عنف مجّاني كالذي رأيناه يوم 5 اوت في تفريق المظاهرة و الذي لم يميّز بين صغير و كبير أو ذكر و أنثى ، أو بين مشارك و مارّ، الأمر الذي نحذّر من تبعاته . كما ندعوا في الاخير الجميع الى احترام حق الاعلاميين و الحقوقيين في الوصول الى المعلومة حال حدوثها. عاش الشّعب التّونسي حرّا كريما و أبيّا جمعية العدالة و رد الاعتبار رئيس الجمعية عبد الكريم عبد السلام