شهدت منطقة طينة من مدينة صفاقس ليلة الخميس أحداث عنف إثر وقفة احتجاجية منددة بانقطاع المياه. وأتت هذه الوقفة الاحتجاجية لسكان طينة بعد وقفة أخرى مماثلة قاموا بها ليلة الثلاثاء الفارط وعدهم إثرها معتمد المنطقة بإيجاد حلّ مشترك مع السلط الجهوية لمشكلة الماء وذلك قبل يوم الخميس. ولئن حلّ اليوم المشهود وانتظر فيه الأهالي ولو عودة تدريجية للمياه أو حتى ضمانات فعلية من قبل السلط لرجوع الأمور إلى سالفها، فإنّ ذلك لم يرى منه مواطنو طينة سوى جزء من سمر رمضان. ولذلك قرّر الأهالي الإتصال بالمعتمد بنية الإحتجاج على مماطلته لهم والرجوع بحلّ لمشكلتهم لكن الردّ في هذه المرّة كان بمطاردة المحتجين وباستعمال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع وبقذفها حتى داخل المنازل بحي المعز حيث يوجد النساء والأطفال، ومع حالات الإغماء لعدد منهم ونقلهم إلى المستشفى قرّر شبان المنطقة الردّ على هذا التصرف الأمني بقذف الحجارة وإغلاق الطريق الوطنية رقم1. وأمام هذا الموقف، قدمت تعزيزات أمنية أخرى تمثلت في فرقة الطلائع التي داهمت المقاهي والمحلات التجارية مخلفة أضرارا مادية جسيمة وعنفت عددا كبيرا من المارة التي لم يكن لها دخل بما حدث، إلى جانب التفوه ببذيء الكلام وسب الجلالة. وبذلك زاد المشهد تعقيدا بقدوم شبان من الأحياء المجاورة لحي المعز على غرار حي طينة، حي البدراني، حي التوتة، عين فلات.. والدخول في مواجهات مباشرة مع العناصر الأمنية تواصلت إلى حدود الساعة الثالثة صباحا مع إغلاق الطريق الوطنية رقم 1 على امتداد 4 كيلومترات من سوق الجمعة إلى حي طينة، إلى جانب مداهمات أمنية للأحياء والضواحي قام خلالها الأعوان برمي قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي داخل المنازل وتهشيم بلور عدد من السيارات. إنّ ما يؤكده سكان طينة هو عيشهم ليلة الخميس وسط انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وجب على منظمات المجتمع المدني إدانته والتشهير به لتفادي مثل هذه الأعمال ولكي نقول إننّا قمنا بثورة