كثرت التساؤلات الخميس عن أسباب بلوغ حصيلة ضحايا زلزال ايطاليا 250 قتيلا والذي دمر جزئيا أو كليا عددا من القرى رغم استخدام معايير لمقاومة الهزات خلال عمليات ترميم سابقة. وارتفعت حصيلة الضحايا الخميس من 241 قتيلا في وقت سابق الى 250 و365 جريحا، وفق أحدث احصائية أعلنتها وحدة الدفاع المدني. وأمضى مئات الناجين ليلتهم في العراء البعض في خيام والبعض الآخر في سياراتهم. وروى ماريو الأب لولدين "ما زلنا تحت وقع الصدمة. أمضينا ليلتنا في السيارة رغم أنه كان من الصعب النوم مع تعاقب الهزات الارتدادية". وسجلت الليلة الماضية وصباح الخميس عشرات الهزات الارتدادية منها واحدة قوية، ما أشاع حالة من الذعر بين الناجين وقلق المسعفين الذين اضطروا إلى وقف عملياتهم في اماتريتشي عند انهيار جدار بالقرب منهم. ولم يذكر الدفاع المدني أي رقم عن عدد المفقودين، لكن أرقاما تراوح بين خمسين على الاقل ومئات عدة تم التداول في شأنها الاربعاء وكان من الصعب تحديد عدد دقيق الخميس. وفي فندق روما في اماتريتشي الذي كان نزلاء يشغلون معظم غرفه الاربعين ودمر تماما كانت السلطات تفتقر الى معلومات. وأكد صاحب هذا الفندق للمسعفين أن عددا من نزلائه تمكنوا من الإحتماء في بداية الزلزال. ويزداد عدد سكان هذه القرى السياحية الصغيرة خلال فصل الصيف ما يعقد تحديد عدد الاشخاص الذين كانوا موجودين فيها لدى وقوع الزلزال. ولتسهيل عملية البحث عن مفقودين وجه الياندرو بيتروتشي رئيس بلدية اركواتا ديل ترونتو نداء للناجين الذين غادروا قريته الأكثر تضررا. ويحاول الالاف من المتطوعين والمحترفين العثور على أي اشارة لوجود أحياء. ولم يذكر بوستيليوني الخميس العثور على ناجين محتملين خلال الساعات الماضية، لكن مسؤولا في فرق الاطفاء ذكر أنه تم العثور على آخر ناج من زلزال لاكويلا في 2009 بعد 72 ساعة. وكان رجال الاطفاء عثروا الاربعاء وبعد عمل شاق على فتاة تبلغ من العمر حوالى عشر سنوات سالمة تحت الأنقاض. وكانت الطفلة جورجيا في حالة صدمة على ذراعي مسعفها الذي حملها وسط هتافات الحشد، كما كشفت لقطات بثها التلفزيون الايطالي، بينما عثر على شقيقتها ميتة. وبدأ الايطاليون الخميس حالة تعبئة، فقد فتح عدد كبير من المراكز المخصصة لجمع التبرعات والملابس والمنتجات الأساسية في جميع أنحاء البلاد وخصوصا في روما. وبعد أكثر من 24 ساعة على الزلزال، تطرح تساؤلات عن سبب ارتفاع حصيلة الضحايا في منطقة عدد سكانها قليل نسبيا ولا يوجد فيها سوى قرى. وأعلنت وزارة الثقافة أن دراسة ستجرى لكشف الاضرار المحتملة التي لحقت بالتراث الفني والثقافي بسبب الزلزال. وذكر وزير الثقافة الإيطالي داريو فرانشيسكيني في وقت لاحق الخميس أن الزلزال العنيف الذي ضرب وسط إيطاليا ألحق أضرارا ب293 معلما وموقعا ثقافيا، تعرض 50 منها لأضرار جسيمة. وأسفر زلزال وقع العام 2009 في منطقة لاكويلا غير البعيدة عن مكان الهزة التي وقعت الاربعاء، عن سقوط 300 قتيل، لكنها كانت مدينة فيها عشرات الآلاف من السكان. وردا على سؤال في هذا الشأن، تحدث رئيس الحكومة الايطالية الاربعاء عن وجود عدد كبير من السياح في هذه الفترة من السنة. واشار الى طابع مشترك لعدد كبير من القرى الايطالية وهو وجود مراكز تاريخية تعود الى قرون، "جميلة جدا لكنها مهددة". وهناك مدرسة قرية اماتريتشي التي أعيد ترميمها في 2012 لتتماشى مع معايير مقاومة الزلازل وسويت بالأرض. وفتح مدعي مدينة رييتي القريبة من موقع الزلزال تحقيقا لتقييم عمليات الاختلاس المحتملة في اماتريتشي والقرى المعنية.