كثر الحديث هذه الأيام على المرافقين وكفاءة المرافقين : فهذا حاج يشكر والآخر يذم وهذا حاج يدعو بالخير والآخر يتظلم إلى خالقه… فمن المؤسف أن بعد هذه الرحلة الإيمانية تنتهي العلاقة بين الحاج والمرافق إلى تبادل للتهم بين حجيج يؤكدون غياب المرافق أو سوء معاملته، ومرافقون يحمّلون مسؤولية الفوضى إلى أخلاقيات الحاج التونسي وعدم وعيه. وحرصا منها على اعطاء كل ذي حق حقه، فإن جمعية رعاية ضيوف الرحمن تؤكد على كفاءة العديد من المرافقين الذين يقومون بواجبهم على أحسن وجه ومنهم من يقدم المزيد على حساب راحته وصحته وهذا بشهادة الجميع من حجيج ومن أفراد البعثة الرسمية. وإن شاء الله سنفرد مساحة في صفحتنا للحديث عن انجازات البعض منهم وخاصة التجديد الذي أحدثوه في التعامل مع الحاج التونسي فكسبوا وده وثقته .. جزاهم الله كل خير. ولكن في المقابل، نقرّ بوجود مجموعة من المرافقين مردودهم دون المستوى المطلوب بشهادة عدة أطراف وهم في كل موسم يسيؤون بتصرفاتهم إلى خطة المرافق .. سامحهم الله. وبمتابعتنا لمواسم الحج المتعاقبة، فإن هذا التفاوت في الكفاءة بين المرافقين يعود حسب نظرنا إلى الطريقة الحالية في اختيارهم والتي لا تعتمد معاييرا واضحة وشفافة لذلك والتي اقتصرت في هذه السنة على انتداب المرافقين القدامى فقط مما قد يحد من تجديد وتشبيب فريق المرافقين ويعيق توارث الخبرة بين الأجيال. ومن ناحية أخرى، فإننا نبارك التكوين الذي قامت به الشركة لفائدة المرافقين قبل التحول للبقاع المقدسة والذي كنا أول المطالبين به ونعتبره خطوة أولى في سبيل تحسين أداء المرافق ونرجو أن تتبعها خطى أخرى زيادة في تعزيز كفاءات المرافقين. وبالنسبة لهذا الموسم أيضا، استغربنا تنقل بعض الحجيج بين عرفات ومنى مرورا بمزدلفة بدون مرافق مصاحب للحافلة وهذا نعتبره خللا واضحا في الخطة التنظيمية المعتمدة لحج 2016 والذي تسبب في ضياع بعض الحافلات مما أدى إلى ارهاق راكبيها وتأخر وصولهم إلى مخيمهم في منى.