الامطار التي تهاطلت على مدينة صفاقس يوم أمس الاحد و إن لم تكن بكميات كبيرة جدا فإنها أماطت اللثام عن ضعف البنية التحتية لمدينة صفاقس و خاصّة في القصاصات و الزنق و الانهج حيث غمرت المياه هذه الأنهج و “سجن” السكان داخل منازلهم و تراكمت المياه التي لم تجد المنافذ لكي تتسرّب منها . اما عن الطرق الرئيسية و رغم الاشغال العديدة التي تمت بها فإنها عجزت هي الأخرى عن تصريف المياه المتراكة بحكم إنسداد قنوات التطهير بفعل الأتربة و الأوساخ التي لم تتعهدها مصالح البلدية و التجهيز و خاصّة ديوان التطهير بالعناية اللازمة رغم تنبيهنا لذلك منذ مدّة من خطورة أمطار الخريف و غزارتها و لكن يبدو اننا لازلنا نراوح اماكننا و نعمل بنفس تلك الطريقة الممجوجة التي تعوّد عليها الجميع و كاننا “ننفخ في قربة مقعورة” فلا ديوان التطهير قام بتعهد قنواته ولا البلدية أسرعت في تنظيف الشوارع و لعل ما فاقم المشكلة هو جرف المياه لأكداس الزبلة و رميها على طول الطرق . فإلى متى نصم آذاننا عن سماع الحقيقة ؟ وهل لا يتم التحرّك إلا بعد حدوث الكارثة ؟ و ما ذنب أحياء كثيرة حتى تبقى تعاني من الإهمال الذي يقودها حتما إلى الإنهيارات و الغرق ؟