قرّر تلاميذ معهد 15 نوفمبر (الحي ) تعليق الدّروس ومراسلة المندوب الجهوي للتربية : الى المندوبيّة الجهويّة بصفاقس ، نحن كتلاميذ معهد 15 نوفمبر 1955 ،و نظرا للتغيرات التّي حصلت للمنظومة التربويّة و التي كان ضحيتها التلاميذ قررنا تعليق الدروس بالمعهد منذ يوم 14 نوفمبر و ذلك على خلفيّة الآثار السلبية التي لحقت بالتلاميذ جراء هذه التغيرات هذا و قد إعتزمنا تقديم مطالبنا المتمثّلة ف: تخفيض عدد الفروض إذ انه ليس من المعقول ان يجتاز التلميذ 36 فرض في السداسيّة الواحدة التي تتخللها عطلتان الواحدة باسبوع كما أن هذا النظام لا يتماشى مع البرامج المدرسيّة إذ أصبح شبه مستحيل أن ينتهي البرنامج الدراسي بحلول أخر السنة مع هذا الكم الهائل من الفروض و ما ينجرّ عنها من إصلاح و متابعة, بالإضافة الى ضغط الزمن المدرسي; اذ ان الزمن المدرسي يتعارض مع ما يراهن عليه "وزير التربية" :هو يطلب نشاطا ثقافيا و اجتماعيا يوما الجمعة و السبت ثم يخصص هذه الاوقات للمواد المختارة ( options ) و لما سماه " دروس التدارك في المهاهد" التي هدفها ليس فائدة التلميذ بقدر ما هي تجعله المموّل الرئيسي لميزانية المعهد التي بدورها لا تصرف لفائدة تذكر.. كما نطالب وزير التربية بإعمال قراره المتمثل في أن فروض المواد الأساسيّة تكون في أسابيع مختلفة حتى يتسنى للتلميذ المراجعة و هو عكس الوضع السائد حاليا. الأخذ بعين الاعتبار الحالة النفسية للتلميذ: فهو مطالب بالتوفيق بين حياته المدرسية و حياته الاجتماعية في زمن ضيق و تحت الضغط الاسري و المدرسي خاصّة و صعوبة التنقل . لذلك و باختصار ما يحدث اليوم من تغييرات ليس بهدف الاصلاح بقدر ما هو اختبار لنظام تعليمي جديد. نحن لا نعادي جديدا و لكننا نطلب ما يفيد. هذا الاضراب ليس بهدف "تعطيل الدروس" بقدر ما هو احتجاج على القرارات العشوائية و المتقلبة "تقلب الطقس" التي تصدرها وزارة التربية دون وعي بما قد ينجر عنها و تغيبا لمصلحة و رأي التلميذ في قرارات تخصّه بالأساس . نحن كمتعلمون لنا الحق في المشاركة في اتخاذ القرارات فنحن المتاثر الأول بها و لهذا نرى أن جل التغييرات التي وقعت و التي تعتبر غير مدروسة و عشوائية تحتاج للعديد من التنقيحات و قد قدمنا مطالبنا و نحن نأمل أن تؤخذ بعين الإعتبار. مع العلم أن هذا الحراك التلمذي الذي نرجو أن يشمل كامل تراب الجمهورية منظم و مدروس على خلاف القرارات الوزارية .