الحرب كادت ان تعلن في المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس بمجرد ان تم تنصيب المدير العام الجديد وهو طبيب من المؤسّسة العسكريّة …وفتحت ابواب جهنّم على المستشفى وعلى المدير وعلى وزير الصحة وقتها ..النقائص اصبحت تصوّر وتخزن وتنشر …الفضائح كلها انكشفت ونشرت ….البنية الاساسية للمستشفى بانت على حقيقتها والكل يبحث ويدقق في كل كبيرة وصغيرة حتى يتم كشفها لوضع العصا في عجلة المدير الجديد ….ةاخيرا عزل المدير او قدم استقالته او تراجعت الوزارة عن تعيينه وهي امور لا تعنينا فما يعنينا ان الاصوات صمتت والابواق خرست والعيوب اختفت وكان المستشفى الجامعي تحول بين عشية وضحاها الى جنة صحيّة في عاصمة الجنوب …اختفت جميع العيوب ولم نعد نسمع نقدا لطريقة العمل ولا لنقص التجهيزات ولا لمعاناة المرضى ..فماذا اصابهم هل كان الهدف الاسمى هو التخلص من المدير العسكري فقط ؟ وتم استعمال جميع الاسلحة في سبيل تحقيق الهدف ؟ اليوم وقد تحقق المبتغى فلا موجب لذلك وليذهب المريض للجحيم …ولتذهب التجهيزات الى مستشفيات اخرى فذلك لا يعنيهم في شيء …مصالح اخرى تحقّقت وهي مصالح ذاتية وشخصيّة كسب منها الجميع مراكز قوة جديدة …لهذه لاسباب ستبقى صفاقس تعاني ولن تحقق شيئا ولن تتقدم لان المصالح هي الطاغية والمكاسب تخرس الافواه وتحجب الحقيقة وتتحول الحفر الى حدائق ومياه لامطار التي تتسرب الى غرفة العمليات الى نعمة بعد كانت نقمة ….اليس كذلك ؟؟؟