بعد أن مرت الساعات ثقيلة على القلوب مرت الايام بوطأتها ولم تظهر الطالبة وفاء اللومي بعد وهي التي اختفت عن الأنظار منذ مساء السبت الماضي مثلما انطفأ خط هاتفها الجوال الذي كان يمكن ان يكون مصدر الاتصال بينها وبين افراد عائلتها المكلومين الذيت تعتريهم الحرقة و«الفجعات» على غيابها وعدم عودتها الى منزل العائلة وتستبد بهم الهواجس والظنون التي اثرت على معنوياتهم وأجسادهم خاصة والدتها ووالدها الذي لم يتوقف عن السؤال عن ابنته المفقودة الى حد الآن في كل مكان وهو الذي طرق أبواب كل الأماكن التي يفترض ان تتردد عليها وفاء مثل الصديقات والاقارب ولا احد من هؤلاء أمدّه بجواب يطفئ نار لوعته. لننطلق منذ البداية فنقول أن وفاء اللومي هي من مواليد 26 جوان 1988 وهي طالبة انقليزية بكلية الآداب والعلوم الانسانية بصفاقس كانت غادرت منزل العائلة صباح السبت الماضي في اتجاه الكلية وبالفعل وبحسب افادة صديقاتها للعائلة فانها تابعت دروسها الجامعية وغادرت قبل انتهاء الحصة بنصف ساعة أي عند منتصف النهار والنصف وليس عند الواحدة بعد الزوال غير ان الاختفاء لم يحصل حينها بل كان معلوما لدى العائلة أن ابنتهم تحولت الى محل حلاقة بمنطقة صفاقسالجديدة بشارع الحرية وهو محل يعود الى احدى قريباتها. وبحسب رواية اختها فيروز اللومي التي اتصلنا بها في المنزل فان وفاء تحولت الى هناك لتتحصل على مستحقاتها المالية لفترة اشتغلت فيها هناك في الصيف كما ذهبت ايضا لتسريح شعرها وأنها لم تتحصل وفاء الا على 20 دينارا فقط وقد لاحظت بعض صديقاتها ان وجهها كان أحمر وسألتها عن السبب فنفت اي شيء غير عادي وقالت أن ذلك بمفعول الشمس لا غير. وتضيف شقيقتها انها ذهبت كذلك الى محل كارفور لتقتني بعض ما تشتهيه لاهدائه لابنتي فيروز الصغيرتين كما انها كانت تستعد لتناول طعام العشاء ليلا مع خطيبها الجديد في منزل عائلتها. وبحسب ما تحصلنا عليه فان والدتها التي افتقدتها ولاحظت تأخرها في العودة الى المنزل عن الموعد المعتاد سعت الى الاتصال بها على هاتفها الجوال الذي رن في البداية ثم خرس وتم غلقه نهائيا في حدود الساعة الخامسة من مساء السبت. لا حياة لمن تنادي لأن الامر غريب ومحير ومستنزف للاعصاب فان العائلة نشطت في كل الاتجاهات من اجل البحث عن المفقودة وفاء ولكن بلا جدوى الى حد الآن. فالهاتف الجوال مغلق كالعادة وكل الاقارب والصديقات نفين رؤيتها منذ تاريخ افتقادها الى الآن واتصلت العائلة بمختلف الجهات الامنية وبأقسام المستشفيات وبكل الاماكن التي كانت الطالبة المتغيبة تتردد عليها ولكن لا أحد أدلى بمعلومة مفيدة الى الآن وهذا ما زاد في حدة الالم والقلق الذي يعتصر قلوب كل افراد العائلة. ولئن اتجهت شكوك البعض الى الخطيب القديم لوفاء والذي قامت بفسخ ارتباطها به فان المصالح الامنية حققت معه فنفى علمه بالموضوع ولم تر السلط الامنية ما يثير الشبهة عليه ولذلك لم تحتفظ به واكتفت بتدوين أقواله. كما أن الخطيب الجديد أصبح ملازما لوالد «وفاء» في البحث والتقصي عن خطيبته في كل مكان وافادنا احد افراد العائلة ان اتصالا هاتفيا جرى في اول ايام الغياب بخصوص وجود وفاء في طريق سيدي منصور على شاطئ البحر فأسرع الوالد الى هناك ليتبين ان المعلومة خاطئة وكاذبة.وتبقى الأسئلة المعلقة: أين هي وفاء ولماذا تغيبت واختفت ؟ ومن هو الشخص أو الجهة التي قامت باحتجازها إن كان الزمر يتعلق بعملية اختطاف؟ وقد اتصلنا بالجهات الامنية فاشارت لنا بأن مجهودات كل الاعوان مسخرة للبحث عن الفتاة واعادتها الى اهلها وعلمنا ان الفرقة العدلية لصفاقسالمدينة المعروفة بنشاطها وحيويتها تكفلت بامر البحث عن الفتاة وأنه تمّ الاستماع لخطيبها القديم ولبقية الاطراف بغية تلمس اي خبر يقود الى الكشف عن مكانها وتم اصدار بطاقة بحث وتفتيش بشأنها. ومن خلال خبرة الاعوان فانهم ينشطون في كل اتجاه ويبحثون عن ادق التفاصيل وإن كان البعض يستبعد فرضية نوايا اجرامية او حصول مكروه وهذا ما يتمناه الجميع.