في اليوم الذّي دشّنا فيه السّفينة الجديدة "الحبيب عاشور" أُحيلت سفينة أخرى على التّقاعد ….سفينة عزيزة على قلوب أهالي الجزيرة ألا و هي "قيرانيس" Kyrannis أو المعروف لدينا "بلود الحبّ" لأنّ كلّ ما سافر على متنها أحسّ بالطّابع الرّومنسي للسّفرة و كم من علاقات حبّ بدأت صدفة بلقاء على متنها و تُوجّت في النّهاية بالزّواج، في صالة المُسافرين تحسّ اللّحمة و التّآخي بين أهالي الجزيرة حتّى في أسوأ الظّروف المناخيّة تستمع إلى قهقهات المسافرين وترى الرّجال مجتمعون على الطّاولات يلعبون الورق لا يُبالون بميلان السّفينة تارة على اليمين و تارة على الشِّمال و صوت إرتطام الأمواج و كأنّ شيئا لم يكن! 30 سنة و نيف قضّتها هذه السّفينة تحمل أهالي الجزيرة و زوّارها و المعدّات الثّقيلة و لها دور كبير في دفع الحركة الإقتصاديّة و هي ظلّت سند الأهالي في التنقّل بين اليابستين في الظّروف المناخيّة الصّعبة حتّى قدماء الربّان بالشّركة الجديدة للنّقل بقرقنة يدركون جيّدا باللّغة العاميّة "وقت ما تشدّ بعضها و الطّقس نو ما نتكّى كان على قيرانيس!". شكرا قيرانيس… تحيّة إكبار و إجلال لقدماء ربّان و البحّارة و الأعوان للشّركة الذّين أحيلوا على التّقاعد… شكرا للخدمات و التّضحيات الذّين قدّمتموها طيلة مسيرتكم المهنيّة،