صدر أخيرا عن دار محمد علي للنشر مؤلفا للأستاذ التاريخ المعاصر بالجامعة التونسية فتحي ليسير كتابا تحت عنوان" دولة الهواة سنتان من حكم الترويكا في تونس "ديسمبر 2011 / 20 جانفي محاولة في تاريخ الزمن الراهن ، تصدير يوسف الصديق و قد إشتمل الكتاب على ثلاثة فصول ، الأول تحت عنوان : " الإغتيالات السياسية تزعزع الترويكا " الفصل الثاني " الرباعي الراعي للحوار الوطني ينقذ المسار الإنتقالي أو الدور الحاسم للمجتمع المدني " الفصل الثالث " إنتفاضة الإتاوات و نهاية الترويكا – 27 جانفي 2014 " . و قد جاء الكتاب في 488 صفحة من الحجم الكبير و قد تصدرت صورة غلافه صورة كل من رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي و رئيس الحكومة السابق علي العريض و صورة كل من رئيس المجلس الوطني التأسيسي الدكتور مصطفى بن جعفر و رئيس الجمهورية السابق الدكتور محمد المنصف المرزوقي وقد أكد الهادي التيمومي أستاذ متميز بجامعة تونس الأولى بأن القارئ يجد في تضاعيف أبواب الكتب الثلاثة : الحكومة و المجلس الوطني التأسيس و رئيس الجمهورية التونسية المؤقت ، معطيات غزيرة عن فشل الإسلاميين " الهواة " في تحقيق أهدافهم السياسية و تغيير طبيعة المجتمع بفضل النضال المستميت للحداثيين و المجتمع المدني ، و عن السلفية الجهادية ، و عن الإغتيالات السياسية ، و عن الإنهيار الإقتصادي و عن إستشراء التهريب ، و عن تفاقم إحتياجات البطالين و الجهات المهمشة ، و عن دور القوى الإقليمية و الدولية و عن الحوار الوطني الذي قادته المنظمة الشغيلة و أفضى إلى إزاحة التروكيا سلميا من السلطة ، و عن السلوك الإشكالي للرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي . إن الإطلاع الفاحص على مادة وثائقية غزيرة جدا تميزت بالحرص على إعتدال في الأحكام و بالإنحياز النزيه و بإستعمال لغة أصيلة أصلية سلسة و سيالة تحليها سخرية و قورة لا تجرح و لا تهين ، هو ما يجعلنا ندرك خصال فتحي ليسير في كتابه هذا . فكل من يقرأه يسحضر ما قاله ميكيافيلي : " أفضل الذهاب إلى جهنم للحديث في شؤون السياسة من المغضوب عليهم على أن يبرح بي الضجر في الجنة مع الأغبياء "