مكتب الساحل- الشروق أون لاين - محمد علي خليفة: انطلقت مساء اليوم أول اللقاءات الفكرية المنتظمة بفضاء معرض سوسة الدولي ضمن فعاليات صالون سوسة الدولي للكتاب في دورته الرابعة، بتقديم كتاب "دولة الهواة" للمؤرخ فتحي ليسير، وتولت الاستاذة ألفة بودية تقديم الكتاب الصادر عن دار محمد علي الحامي ويقع في 500 صفحة من الحجم الكبير. وخصص ليسير نحو 50 صفحة لتقديم مفهوم الهواية السياسية واشتغل على ثنائية الهواية والهاوية معتبرا أن الهواية في السياسة طريق إلى الهاوية، وقسم الكتاب إلى أربعة أبواب تناول الباب الأول رأس السلطة التنفيذية وتحديدا أداء الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي وأطلق على الباب الثاني تسمية "قارّة المجلس الوطني التأسيسي، أو سيد نفسه الذي كثر شاكوه وقلّ شاكروه" فيما خصص البابين الثالث والرابع لحكومتي الترويكا وأدائهما على المستوين الاقتصادي والسياسي. واعتبرت ألفة بودية في تقديمها للكتاب أن فتحي ليسير اتبع منهجا استقصائيا للمادة المتنوعة والمتضاربة التي اشتغل عليها وهي الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية مستثنيا الصحافة الحزبية كما استند إلى البيانات الصادرة عن الأحزاب خلال تلك الفترة واتبع مناهج عدة في إعداد هذا الكتاب. وتضمنت صورة الغلاف صورا لحمادي الجبالي وعلي العريض ومصطفى بن جعفر والمنصف المرزوقي، وفي خلفية الصورة يبدو رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وهو ما اعتبرته ألفة بودية رمزيا واصفة الغنوشي بأنه "الحاضر الغائب الماسك بخيوط اللعبة في هذه المسرحية السياسية التي عاشتها تونس". واعتبرت بودية أن أسلوب المؤرخ فتحي ليسير كان طريفا وفيه عنصر التشويق ومزج فيه بين العلم والأدب فضلا عن حضور الجانب الأكاديمي في هذا الكتاب.