تتزايد من يوم لآخر القيود المفروضة على المعابر الحدودية بين تونس وليبيا بعد أن سبب نزيف تمرير السلع من مواد غذائية بكميات كبيرة إلى ليبيا أزمة في الأسواق التونسية، فقد تنامت ظاهرة التهريب نحو ليبيا، ما أثر على انتظام تزويد السوق التونسية من بعض المنتجات كالسكر والحليب والمياه المعدنية. وهذه الأزمة ضاعفت من الاحتكار في شهر رمضان، الذي يكثر فيه استهلاك التونسيين. وعلى طول الطريق إلى معبر ذهيبة جنوب شرق تونس عند الحدود مع ليبيا على بعد مسافة خمسة كيلومترات عن بلدة وازن الليبية، بدت الحركة التجارية ضئيلة خلافاً لما سمعناه قبل زيارتنا إلى الجنوبالتونسي. عدد من العربات الصغيرة الحجم تحاول تجاوز الحواجز التي تضعها قوات الجيش الوطني والجمارك التونسية. أما السلع التي تمر من معبر ذهيبة، فلا تعدو أن تكون كميات محدودة من الخضر والغلال، فمنذ اليوم الثاني من شهر رمضان أصبح من الصعب تمرير المواد الغذائية المدعمة، التي تفتقر إليها السوق المحلية التونسية نفسها. صعوبات وحواجز يقول علي الزنتاني إن فيها الكثير من التمييز ونوايا مبيتة من النظام الليبي الذي يريد إغلاق باب الإمدادات للثوار الذين يسيطرون على الجبل الغربي من جهة معبر ذهيبة. ويتحدث الزنتاني غاضباً فيقول: “صدر قرار في الديوانة التونسية بعدم تمرير السلع لأهالينا في الجبل الغربي في حين مازالت السلع تمر من معبر راس جدير حتى الآن بكثافة. قبل صدور هذا القرار بيوم سمعنا أن مبعوثاً من نظام الطاغية معمر القذافي، وهو عبد العاطي العبيدي، كان هنا في تونس وبعدها بيوم مباشرة صدر القرار بعدم تمرير المواد الغذائية و البنزين من ذهيبة”. ويشير الزنتاني إلى وجود تواطؤ كبير بين الحكومة التونسية ونظام القذافي فيما يتعلق بإغلاق مجال تمرير السلع للثوار الليبيين: “أنا متأكد من أن نظام الطاغية القذافي له يد في هذه الأزمة فقد اشترى أنصاره كميات كبيرة من منتوجات المصانع والمعامل مثل الطماطم والمعكرونة والزيت وغيرها من المواد الغذائية، ودفع القذافي للمزودين أسعاراً مضاعفة وكان الهدف الأهم هو ألا تمر هذه المواد لذهيبة”. ويزود الزنتاني قبل مغادرته آخر محطة في ذهيبة سيارته بالوقود، فيملأ خزان السيارة ويحاول إتمام إجراءات العبور إلى الجبل الغربي قبل نزول الظلام فالطريق إلى زنتان خطيرة في الليل رغم سيطرة الثوار على جهة الجبل الغربي.