ربما لم نكتسب بعد أدوات التحليل السياسي العميق إلا إننا نحاول دائما أن نبتعد عن تبني مواقف سياسية أو الدفاع عنها والتمسك بتا إلى درجة أننا نبتعد عن نضرة واضحة للأحداث أو اكتشاف تطوراتها وسياقاتها فقد أسالت الأحداث الأخيرة في سوريا الكثير من الحبر ووردت فيها عدة أراء اغلبها يتأرجح لطرف على حساب أخر ويصطف هنا أو هناك وهي اغلبها أراء سياسية لا يمكن أن تقدم لنا الإضافة المرجوة لقارئ أو مثقف يبحث عن الفهم قبل تبني الموقف السليم لذلك سأحاول في هذا المجال الافتراضي أن أوضح بعض النقاط حول الأزمة السورية الصراع في سوريا كان في البداية صراعا بين شعب ونظام استبدادي تسلطي جاء في سياق حركات الاحتجاج التي أطلق عليها تسمية الربيع العربي تحول بعد سنوات إلى صراعا دوليا بين قوة كبرى هي روسيا التي لها مصالح إستراتيجية فيها وقوة عظمى هي الولاياتالمتحدة التي رأت في التدخل الروسي ووصولها إلى المتوسط تحدي للمصالح الإستراتيجية الأمريكية وان ذكرنا هذا الصراع بأزمات الحرب الباردة في القرن العشرين فقد قدم توازنا إقليميا ودوليا جديدا يختلف عن ما عرفه العالم اثر سقوط الاتحاد السوفيتي في سنة 1990 فلم تعد الولاياتالمتحدة شرطي العالم كما تشكلت داخل الإقليم تحالفات واضحة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وتركيا ودول الخليج من ناحية وإيران وروسيا ومن بعيد الصين وإسرائيل وداخل هذه المحاور تختلف المصالح وتتأرجح العلاقات بين التأزم والانفراج والتفاهم والاختلاف الأحداث الأخيرة في سوريا مكنت من توضيح هذه التحالفات وتثبيتها رغم التقارب الأمريكي الروسي الأسبوع الفارط ورغم الاعتذار التركي لروسيا الأشهر السابقة ومتانة العلاقات الاقتصادية فهي اختبار عسكري صرف بين صواريخ السوخوي الروسية وصواريخ التوماهوك الأمريكية وأمام هذا الاختبار يبدو الشعب السوري والنظام السوري الحلقة الأضعف يمكن أن نعتبر أن الحدث مفاجئ والتطور خطير لكن لا يمكن أن تندلع الحرب بهذه السرعة لان هامش المناورة والتنازلات وتقاسم المكاسب لا يزال ممكن ويرتبط بما يحدث من تحولات داخل الإقليم والأحلاف المذكورة ومدى متانتها وداخل الدولتين روسياوالولاياتالمتحدة وقابلية مجتمعاتها ونخبها للحرب ومدى استعدادها ا الواضح أن الصراع لن يشمل سوريا فقط بل كامل المنطقة وخاصة الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط وأقاليم العالم النامي التي يجب عليها كدول أن تعدل دبلوماسياتها وفق التوازنات الجديدة لتضمن لها مكان في العالم وذلك ممكن فالأزمة الحالية ليست أصعب أو اخطر من أزمات العالم المعاصر السابقة فقط الدبلوماسية الناجحة هي التي تجنب بلدانها وشعوبها الأخطر وتخرج بأخف الأضرار وعدم اللعب مع الكبار ونقاط القوة وإمكانية المناورة موجودة أكثر من ذي قبل داخل هذه الدول ربما تختلف النخبة والأحزاب والمنظمات في شؤونها الداخلية وتحاول نسج توافق وتركيز طرق لفظ النزاعات والصراعات والتعايش وهذا شان كل الشعوب أما الاختلاف في المواقف في شان السياسة الدولية وتبني موقف يختلف عن موقف الدولة الرسمي وننتمي ضمن روابط دولية وإقليمية هشة ونخدم أجنداتها على حساب المصلحة الوطنية يشكل خطر كبير على الدول وكيانها ويجعلها دولة فاشلة كمواطن تونسي عربي مسلم وكانسان في هذا العالم لن أكون إلا ضد الحرب والقتل ومع السلام والاستقرار لكل شعوب العالم وان كان ذلك غير ممكن كثيرا لكن يمكن إن نحد من التوترات وفرض قواعد لعبة يمكن من التنافس الجدي من اجل قضايا مشتركة والحد من الظلم أما تنازعني مشاعر الخير والحب في موقف ومشاعر الكره والحقد في موقف مشابه أو أرى في صورة الظلم والعدوان في حدث وارى في صورة مشابهة توزيعا لباقات الزهور فهذا انفصام في الشخصية أو حول في الرؤية وأسارع لمباشرة الأطباء بدل المسارعة لتحمل مسؤوليات في صلب أحزاب ومنظمات مواقع وامرر هذه الأمراض لمن ينتظر مني توضيحا وموقفا سليما أو قيادته لبر الأمان