الأولى هي الفنانة دلندة عبدو.. مشوارها حافل بالنجاحات.. شاركت في عديد الفرق المسرحية و كانت من أوائل المنضمّين إلى فرقة مدينة تونس.. من أبرز أعمالها في الفن الرابع " اليتيمتان " و " دعوة نافذة ".. و من أعمالها السينمائية " أمّي تراكي " و " الصراع ".. و قد عرفها المشاهد التونسي في عدة مسلسلات تلفزية على غرار " الدّوّار " و " عنبر الليل " و " الحصاد " و " كاستينغ "… بالإضافة إلى مشاركتها في سلسلات تلفزية ك" سلوكيّات " و " شوف لي حلّ " و " الاتجاه المشاكس ".. و رغم أنها كانت تحلّ ضيفة شرف في كل هذه الأعمال ( باستثناء " كاستينغ " ) إلا أنها تترك انطباعا جيدا لدى المتابعين.. أمّا الثاني فهو الفنان رمضان شطّا.. من أهم أعماله المسرحية نجد " صقر قريش " ( و الذي شاركت فيه دلندة عبدو كذلك ) و " الماريشال عمّار ".. أما في السينما فقد شارك في فلم " المتمرّد ".. و يُعتبر " الخطّاب على الباب " من أهم المسلسلات التلفزية التي قدّمها.. و يبقى " محلّ شاهد " أبرز عمل اشتهر به الفنّانان المعروفان لدى الجمهور باسمي " هناني " و " حميداتو ".. لقد أبدعا و أمتعا و أقنعا في هذه السلسلة التي دامت حوالي 10 سنوات و توقّفت سنة 1987.. كانت تطرح المشاكل الاجتماعية و تنقدها و تصلحها.. هذا العمل عنوان الأصالة و الابتكار و عدم التكرار و هو أيضا عنوان الجدّيّة في الكتابة و التمثيل و الإخراج.. و كنا في كل حلقة نخرج بمجموعة من الحكم المفيدة في حياتنا.. و كان الرائع رمضان شطا كاتبا و ممثلا في هذه السلسلة في سنواتها الأخيرة.. مثّل رمضان شطا الرجل التونسي الأصيل بالجبّة و الشاشية.. مثّل بائع ملابس مستعملة و معلّما و زوجا صالحا.. مثّل محبّا ناصحا مصلحا بين الناس و مستفزّا لهم أحيانا أخرى " دكّاك "… و كذلك كانت دلندة عبدو مثالا للمرأة التونسية التي نعرفها جميعا بلباسها و طريقة كلامها و طباعها المختلفة الإيجابية و السلبية من حبّ و حنان و عناية بأسرتها و منزلها و ثرثرة و مشاكسات و حِيَل… منذ سنوات، يعيش الفنانان مرضهما في صمت في ظل ظروفهما المادية الصعبة.. و تبقى زيارات بعض المسؤولين لهما أو محاولات تكريمهما و تقديم العون المادّي و المعنوي لهما منقوصة.. فنانان حازا محبّة الناس بصدقهما و إتقانهما لعملهما و حسن خلقهما يستحقّان منا تحية إعجاب و تقدير.. بارك الله فيكما و أمتعكما بالصحة و العافية يا " هناني " و " حميداتو " !