لطالما ناديْنا بضرورة أن تقوم الحكومة و أجهزتها بصيانة هيبة الدّولة و الوقوف بكلّ قوّة أمام كلّ من يتلاعب بنواميس هذه الدولة أو يتخذها هزؤا ، و الأخذ على أيدي العابثين الذين احترفوا اصطياد و بثّ الفتن و استغلّوا ضعف البعض من الشعب ليحوّلوا هذا الضعف النّفسي و المادّي بنفخهم الشيطاني إلى بؤر اضطرابات و اعتصامات و حوادث تخريب و عصيان ،،، و ما يحدث هذه الأيّام في سليانة لهو حلقة مفزعة من حلقات مخطّطات اليسار المتطرّف والذي لا يهنأ له بال إلاّ أن يرى تونس أو جزءً منها يحترق و من تدبير و تمويل (أباطرة ) العهد السّابق و أزلامهم أعداء الثورة . هؤلاء الذين عرفهم الشعب و أحصاهم لأنّهم يكونون دوما حاضرين ( في كلّ مندبة شادّين حبلْ )و هم الذين يوقدون النّار و يأجّجون لهيبها كما برعوا في التنقّل من حدث إلى أخر و من ولاية إلى أخرى ونوّعوا من أساليبهم و معدّاتهم المادّية و المعنويّة ، هؤلاء المتباكون على الديمقراطيّة و على العدالة و هم أوّل من يكفر بها إذا ما كان الأمر يعنيهم ، هؤلاء الذين يتمعّشون من أسيادهم لأجل خراب تونس،،، وسط هذا الزّخم من الأحداث جاء موقف رئيس الحكومة ، السيّد حمّادي الجبالي الذي تجرّأ و لأوّل مرّة ليفرض هيبة الدّولة علنا ، لأوّل مرّة يضع حدّا لهذه المهاترات و المتاجرة بالشعارات و التستّر بالمطالب و الإستحقاقات.. لقد استبشر كثير من الشّعب و نعني بهم ( الكتلة الصّامتة ) التي تريد فعلا لتونس أن تستفيق و تستردّ عافيتها من هذه المسلسلات العقيمة و من هذه المطبّات التي يرسمها جرحى الثورة و أصفار الإنتخابات و بعض الرّاكبين على المنظّمات و الذين ضاقت بهم السّبل أمام قطار المحاسبة الذي سيصلهم و يكشف عوراتهم . لقد عبّرت الكلمات التي قالها رئيس الحكومة و التي كنّا ننتظر أعمق منها ، عبّرت على رأي غالبيّة الشعب الذي ملّ هذا التطاحن المصلحي و عرقلة مسيرة تونس و اختطاف وجهة مسارها لصالح جهات مشبوهة رعناء ! نعم يا رئيس الحكومة هذا ما نادينا به ، و هذا ما ننتظره و كذلك هذا واجبك الذي تأخّرتَ في الإصداع به و العمل عليه و من واجبك تدارك ذلك … نحن مع المصلحة العليا ، نحن مع تطبيق القانون ، نحن مع فرض هيبة الدّولة و لو تطلّب هذا استعمال القوّة الرّادعة فالمصلحة العامّة تنفي المصالح الشخصيّة الفرديّة و للثورة استحقاقات يجب أن تنفّذ .