قال خالد مشعل زعيم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس إنه ينبغي النظر الى الاعتراف الضمني بدولة فلسطينية ذات سيادة الذي حققه منافسه الرئيس محمود عباس في الأممالمتحدة الى جانب الصراع الذي نشب في الآونة الأخيرة في غزة مع إسرائيل كاستراتيجية واحدة جريئة قد تؤدي الى تمكين كل الفلسطينيين. وقال مشعل إن الحرب القصيرة التي أودت بحياة 162 فلسطينيا وخمسة إسرائيليين انتهت بشروط وضعتها حركة المقاومة الإسلامية حماس وأنهت عزلتها وخلقت حالة جديدة قد تؤدي الى المصالحة مع حركة فتح التي يتزعمها عباس. وفي مقابلة مع وكالة “رويترز” في الدوحة، قال زعيم حماس في المنفى إنه سيقوم بزيارة تاريخية لقطاع غزة الأسبوع المقبل بعد سنوات في المنفى وذلك بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيس الحركة. وسئل عما إذا كان يشعر بالقلق من أن إسرائيل قد تحاول اغتياله فقال الضامن الأساسي هو الله أنا لا أعتمد إلا على الله لا أحد يموت إلا أن يستوفي أجله وعمره ورزقه. انكسار إسرائيلي وفرحة فلسطيني وقارن مشعل حالة الانكسار الإسرائيلية بابتهاج الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وأصر على أنه لأول مرة يطلبون وقف إطلاق النار بشروط المقاومة بشكل واضح وبحضور أمريكيين. ودعم مشعل بقوة المبادرة الدبلوماسية التي قادها عباس رئيس السلطة الفلسطينية لترقية الوضع الفلسطيني في الأممالمتحدة الى دولة غير عضو بصفة مراقب والتي أيدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس في نيويورك وقال مشعل إن هذا يضع الفلسطينيين دبلوماسيا على قدم المساواة مع الفاتيكان ولكن من الناحية السياسية قد يساعد على توحيد الجهود الوطنية الفلسطينية كجزء من عملية المصالحة مع حركة فتح التي يتزعمها عباس. وقال مشعل أنا متفائل بعد هذه الأجواء التي فيها إنجاز فلسطيني واحد. هناك أجواء جديدة تتيح لنا تحقيق المصالحة. وقال: “عندما نتوحد ونتصالح وننهي الانقسام وتكون لنا مرجعية واحدة ونضال سياسي واحد عند ذلك نصبح قوة أكبر ونستطيع أن ننجز أكثر وقدرتنا على الصمود أمام العدوان الإسرائيلي بكل أشكاله تكون أكثر”. وطردت السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها حركة فتح في الضفة الغربية من غزة بعد فوز حماس في حرب أهلية دامية في عام 2007 بعد أن فازت حماس في الانتخابات العامة الفلسطينية عام 2006. وانتفاضات الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة وجاءت بزعماء إسلاميين أعادت تنشيط مشعل سياسياً. وكان مشعل نجا من محاولة اغتيال من تدبير الموساد في عمان عام 1997 عندما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السلطة.وبدأت تخرج غزة التي تعرضت لحصار إسرائيلي طويل عسكرياً واقتصادياً من عزلتها بزيارات رفيعة المستوى في الآونة الأخيرة من قطر وتركيا ومصر وجامعة الدول العربية. لا نية للاستمرار في زعامة حماس وقال مشعل (56 عاماً) إنه ليس لديه نية للاستمرار في زعامة حماس على الرغم من دعوات داخلية وخارجية للاستمرار. وتعقد الحركة التي يدعو ميثاقها الى تدمير إسرائيل انتخابات زعامة منذ عدة أشهر لتقرر من سيخلف مشعل. وقال مشعل إن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون على كل أرض فلسطينية لكن هناك رغبة لتوحيد الموقف الفلسطيني والعربي على برنامج مشترك. وأضاف أن حماس قبلت إقامة دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين. وقال إنهم قبلوا ذلك لكن ليس على حساب الاعتراف بإسرائيل أو التخلي عن الحقوق الفلسطينية. وقال مشعل “إسرائيل لا يمكن أن تعطيها شيئا حقيقيا مازال على طاولة المفاوضات إلا إذا كنا أقوياء على الأرض، العدو علمنا التاريخ أنه لا يعطي شيئا ولا يتراجع إلا تحت الضغط”. وتعقيباً على العلاقات مع إيران، قال مشعل إن إيران دعمتهم طويلا دعما كبيرا بدون شك. وأضاف نحن اختلفنا مع إيران في الأزمة السورية ولا شك أن الأزمة السورية ألقت بظلالها على علاقتنا مع إيران نحن نقدر كل من يدعمنا ولكن لا يمكن أن يكون على حساب قناعتنا ومبادئنا. وأعرب مشعل عن شكره لإيران وسوريا لاستضافته لسنوات عديدة عندما نبذت الولاياتالمتحدة وإسرائيل الحركة على أنها إرهابية لكنه قال إن الحركة لا يمكنها التنازل عن مبادئها. وقال لا نتدخل في قضايا آخرين هذه سياستنا ولا ندخل في معركة مع أي نظام عربي ولكن لا يمكن أن نقف مع أي نظام داخل في معركة دموية مع شعبه ونحن في الثورة منحازون للشعوب.