أذكر أن الوشواشة كانت سابقا " ألطف " في عددها و حجمها و وخزها و " أوقات عملها ".. فلقد أصبحت وشواشة 4 فصول تقريبا مع تفضيلها دائما لفصل الصيف الذي تعمل فيه ساعات إضافيّة.. تحوّلت حياة المواطن إلى كابوس ليلي جرّاء هذه الآفة التي لم تنفع معها مختلف الطرق لمقاومتها.. فأما الآلات التي تفتك بهذه الحشرة ففاعليتها متوسطة.. و أما السهر في الفيراندا فيتفاداه.. و ممنوع تشغيل الأضواء داخل المنزل أو في محيطه.. بل إن المسكين قد يلجأ إلى حلّ قاس فيغلق بلّور شبابيك البيت حتى لا تدخل إليه هذه الحشرة.. و يظل " يفغّم في السخانة " أو ربما يستنجد بمروحة يدوية أو كهربائية.. أما من له مكيّف ف" سلّكها " رغم أن الجميع " مختنق " في نهاية المطاف.. و أما المراهم التي تباع في الصيدليات فقد استغلّ أصحابها حاجة المواطنين لها فرفّعوا في ثمنها و هي الأخرى ليست حلا سحريا.. كما لم تنفع لا بخّاخة و لا فشفاشة للتخلّص من الوشواشة.. بقي أن نسأل : لماذا لدينا هذا المشكل أساسا ؟ لماذا عشعشت فينا الوشواشة ؟ طبعا، حزام بورقيبة وحده يجيبنا بالأوساخ المتراكمة فيه بالإضافة إلى نقاط سوداء أخرى ملوَّثة وما أكثرها !.. و لا شك أن المواطن يتحمل مسؤوليته في هذه الأوساخ التي يلقيها باستهتار في الطريق العام أو هو يحرق قمامته في مظاهر مزرية ظنا منه أنه تخلّص منها أو لا يحكم ربطها أو يضعها في غير الأماكن المخصّصة لها فتعبث بها القطط و الكلاب السائبة ( و هذه مشكلة أخرى ).. و لكن وزارة البيئة و المؤسسات التابعة لها تتحمل أيضا مسؤوليتها في هذا الوضع البائس.. إذ لطالما نبّه الموقع للقيام بحملات تبخير بطرق ناجعة و لتنظيف البرك و نقاط التلوّث ثمّ إنها لا توفّر للمواطن دائما أماكن لإلقاء القمامة.. أملنا في تظافر جهود المواطن و الوزارة لمقاومة مصّاصة الدّماء المزعجة بطنينها و بوخزها و التي أفسدت جودة الحياة في تونس عامّة و في صفاقس خاصّة.. و نحن نطلب الجدية في ذلك حتى نقلّل من فتك جحافل الوشواشة إلى أبعد حدّ ممكن.