لعل ما يميز المشهد البنكي في الفترة الأخيرة هو بروز البنوك الإسلامية و تعزيزها للمشهد المصرفي للبلاد التونسية . إذ أن دخول بنك الوفاق إلى السوق البنكية و تعزيز مصرفي الزيتونة و البركة لشبكتهما بعدد من الفروع الإضافية أصبح يثير الاهتمام. وأصبح المواطن التونسي يطرح عديد التساؤلات : ما هو الفرق بين البنوك الإسلامية و البنوك التقليدية ؟ ما هي القيمة المضافة التي توفرها البنوك الإسلامية للاقتصاد؟ بالنسبة للعمليات الكلاسيكية للبنوك من فتح لحسابات جارية و إيداع للأموال و الشيكات هي بصفة عامة تخضع تقريبا لنفس الإجراءات بالنسبة لجميع البنوك و البريد التونسي . و الفرق الوحيد يكمن في التصرف في حدود الرصيد المتوفر بالحساب بالنسبة لحر فاء البريد و البنوك الإسلامية "نظريا " مع إمكانية تمكين البنوك التقليدية لتسهيلات بمقابل بطبيعة الحال. أم بالنسبة للحر فاء و المؤسسات التي تبحث عن مردودية مالية هامة عند إيداع أموالها أو الباحثون عن مصادر للتمويل يكون البون شاسع و عميق بين البنوك التقليدية و الإسلامية. إذ تعمل المصارف الإسلامية عبر منتوجاتها المختلفة الأسماء من مشاركة و مضاربة و إجارة و غيرها على البحث على تحقيق مبدأ تقاسم الخسارة و الربح و الابتعاد عن الرباء و تمويل كل ما هو حلال . على عكس البنوك الكلاسيكية التي تمكن حرفائها من قروض استهلاكية و غيرها تجدها تطلب بعض الفاتورات أو مؤيدات لإسناد القرض دون التأكد الفعلي من مآل الأموال التي يتحصل عليها الحريف (إلا في حالات قروض الإسكان أين الإجراءات تكون مختلفة) . و يرى العديد أن تكلفة التمويل في البنوك الإسلامية ̨ بغض النظر على تقديمها الفعلي للقيمة المضافة ̨ مرتفعة بالمقارنة ببقية البنوك التي لازالت تسيطر على القطاع فيما تبقى المصارف الإسلامية في تونس في بداية الطريق.