سادتي الكرام؛ ما لقيته الأمس على الساعة الواحدة ظهرا من ظلم وإفتراء من طرف ملازم يرافقه ظابط صف تابعان لمركز الحرس الوطني بالجم على مستوى الطريق السيارة صفاقس – تونس، لم أتعرض له أبدا في حياتي التي تجاوزت الخمسين سنة. ولا أحسب أن المواطن في تونس مازال يُقهر الْيَوْمَ ظلما وإستبدادا… كنت أقود سيارتي بصحبة عائلتي في إتجاه الحمامات لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. وكانت سرعتي عادية ولا يمكن أن تتعدى 120 كلم في الساعة لأني شغلت محدد السرعة الآلي إحتياطا وإجتنابا من الرادار الذي يتكاثر في هذه الطرق وخاصة في عطل نهاية الأسبوع. في طريقي، ومن بعيد جدَا بانت لي سيارة الحرس الوطني راسية علي يمين المعبد، نظرت إلى عداد سيارتي فوجدت أنّ سرعتي 108 كلم في الساعة، فواصلت طريقي بنفس السرعة. وعند الإقتراب من سيارة الحرس الوطني خرج عليَّ فجأة الملازم وأمرني بالتوقف، فتوقفت أين أراد؛ وراء سيارة الحرس بالضبط. حيّاني وطلب منّي رخصة السياقة وبطاقة التعريف الوطنية والبطاقة الرمادية للسيارة، وأعلمني أني مخالف ؛ حيث تجاوزتُ سرعة 135 كلم في الساعة وذلك حسب الرادار. فأعلمته أنه من المستحيل أن تكون سرعتي 135 كلم في الساعة لأنّ محدد السرعة يشتغل . ولمّا أصرّ على المخالفة، سألته عن مكان الرادار ( لأنّهما لا يحملان آلة الرادار ولَم ألاحظه على الطريق السابق ) وسألته أيضا أين جهاز اللاسلكي للتواصل مع العون الذي يشتغل على الرادار أو أين الجوال الذي يعطيك المعلومة ؟ عِلْمًا أن الملازم يداه شاغرتين مثل ضابط الصف المشغول بتدوين مخالفة لسيارة أخرى وصاحبها مغتاض جدَا. لم يُجبني الملازم عن سؤالي وأوهمني أنّ السؤال أغضبه واتهمني أني أتبلى عليه وأني وصفته بالكذب، وأخرج جواله، الذي ما إستعمله بتاتا، من سترته بصعوبة ثم لوح به. سادتي، صدّقوني أن هذا الملازم ظلمني وقهرني. وأكبر دليل على ذَلِك؛ أنه أمر سيارة أخرى بالتوقف بينما كنّت أتناقش معه. ودوّن على وصل المخالفة الذي يخصّني 135 ثم غيّره 137 كلم. على كل حال سوف أدفع للقباضة الخطية المالية بنيّة مساهمة مواطن لوطنه فضلاً أَنْ " أُفَرِحُ بِهَا " شخص. قال النبي صلى الله عليه وسلم : دعوة المظلوم مستجابة. إني دعوت من كل جوارحي والله المستجيب.