إن مضمون ما نسرده في هذا المقال ليس إلا ملخصا للمظلمة التي ترتكب حاليا تجاه طالب دكتوراه مرحلة ثالثة بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس و أستاذ متعاقد في جامعة صفاقس، و الذي أتم جميع الشروط المتطلبة للقيام بإيداع مذكرة البحث لدى مصالح الشؤون الطالبية بمدرسة الدكتوراه بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس بتاريخ 14 مارس 2016. و تبعا لذلك قامت اللجنة المكلفة بتعيين مقررين. و لقد قام الأستاذ الأول بإيداع تقريره بالموافقة بتاريخ 16 جوان 2016، معبرا من خلاله عن تقديره للأعمال المنجزة من طرف طالب الدكتوراه و التي كللت بنشر العديد من المقالات العلمية في عدة مجلات علمية مرموقة و معتمدة صلب جميع مدارس الدكتوراه في العالم. في حين أن المقرر الثاني قام بإيداع رسالة إعتذار يطلب فيها إعفاءه من المهمة التي أوكلت إليه، على حسب أقواله و على حسب ما أفادتنا به إدارة المدرسة. و لقد بقيت هذه الوضعية على حالها، و لم تقم اللجنة المعنية بتعيين مقرر جديد لطالب الدكتوراه، و في ذلك مظلمة كبيرة له و إخلالا في أعمال اللجنة التي وجب عليها الإضطلاع بالدور المناط بعهدتها. إن هذا الإعتداء الصارخ الذي وقع ممارسته على طالب الدكتوراه هو كذلك إعتداء على مؤطريه و بقية زملاءه و فريق البحث للمخبر الذي ينتمي إليه و حتى على إدارة المدرسة التي طالبت اللجنة و رئيسها كتابيا بتعيين مقرر ثان عملا بالإجرءات المتبعة و المتعارف عليها. إلا أن ذلك لم يحصل إلى اليوم، أي بعد مدة ناهزت السنة بعدة أشهر، تعمد خلالها رئيس اللجنة التلكؤ و إخفاءه للمعطيات بل و مراوغة جميع من إتصلوا به إبتداء من طالب الدكتوراه، إلى مؤطريه، إنتهاء بإدارة المدرسة، و الذين لم يسلموا جميعا من إستهتاره و تعنيفه إياهم. إن هذا الشخص لم يراع البتة مصالح من إئتمنه عليها، بل زاد في جبروته و ظلمه الشيء الكثير و الذي لا نرتئي الخوض فيه خلال هذا المقال… زد على ذلك، فإن هذا الشخص قد تجاهل أيضا مراسلة وزارة التعليم العالي و البحث العلمي التي تقضي بتعيين مقرر ثان لدراسة ملف طالب الدكتوراه. حيث أن طالب الدكتوراه، و بعد أن أعياه التردد على إدارة المدرسة و جامعة صفاقس و مؤخرا وزارة التعليم العالي و البحث العلمي. حيث أنه إتصل عديد المرات بمدير مدرسة الدكتوراه و مدير المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس و رئيس جامعة صفاقس و مؤخرا وزير التعليم العالي و البحث العلمي لتسجيل مظلمته و تحيين مطلبه بتعيين مقرر ثان لدراسة ملفه كما يكفله القانون. و حيث أنه إستبشر بمراسلة الوزارة لإدارة المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، إلا أن الحال بقي على ما هو عليه في ما يخص ملف طالب الدكتوراه. إن تعنت رئيس اللجنة زاد على ما هو عليه بل و تطور إلى تهديد في السر و العلن لزملائه الذين رفضوا مجاراته، و ما خفي كان أعظم… إن هذا الشخص، و أقل ما يقال فيه، أنها شخصية غرتها المهمة التي كلف بها. و عوض أن يكون يدا فاعلة بناءة، تحولت بإستهتار إلى يد ظالمة خداعة و مراوغة. حقيقة، إن ما أفضى إليه الحال هو شيء يندى إليه الجبين، لا يمكن أن يصدر عن أستاذ تعليم عالي بكل ما يحمله المعنى من دلالات. إن هذا الشخص عليه أن يحاسب لتداعيات المظلمة التي ترتكب حاليا في حق طالب الدكتوراه، الذي إستوفى جميع الشروط التي تلزم اللجنة المعنية بتعيين مقرر ثان لدراسة ملفه كما هو متعارف عليه داخل مدرسة الدكتوراه و بما يكفله القانون. إن رئيس اللجنة قد هظم حقوق طالب الدكتوراه و أدخله هو و من حوله في العديد من المتاهات… أي إنسانية هذه التي تسول لها نفسها العبث بال0خرين تحت حجج واهية و بتعلات لا يمكن تفسيرها إلا بتنامي أمراض الحقد الدفين و الكراهية المفرطة و الأنانية و حب الذات. إن إستفحال هذه الأوبئة في مجتمعنا بل و في مدارسنا تقودنا اليوم إلى تمزق كبير يزداد إتساعا يوما بعد يوم. إن الحالة التي وصلنا إليها هي نتاج إفتعال متواصل لمشاكل نحن في غنى عنها٬ تقيدنا عن أعمالنا و تزرع الفتن بيننا. إن ما يحصل اليوم هو مواصلة لدعم آلة القهر التي تطفئ كل شعلة توهجت داخل طلبة الدكتوراه. و عوض تدعيمهم و الشد على أيديهم، يبحث بعضهم عن حيثيات واهية ليقتلوا في أبنائنا طلبة الدكتوراه كل شعور بالحياة و البذل و العطاء. أخطر من ذلك٬ إن مثل هذه الممارسات لا يمكن لها إلا توقد فيهم بذرة حب الإنتقام و رد الفعل علاوة على الآثار السلبية الأخرى التي لا تحصى و لا تعد… بالله عليكم، أيمكنكم أن تتصوروا وضعية طالب الدكتوراه التي إقتربت إليه يد الظلم لتفتك منه وهجة البحث و الإبداع و مواصلة تطوير أعماله. لأكثر من سنة، طالب الدكتوراه تتلقفه الأيادي بين آخذ و راد لتقوده إلى حالة نفسية صعبة لا يستطيع بموجبها مواصلة أعماله و إبداعاته البحثية التي ألفها عنه أعضاء المخبر الذي ينتمي إليه بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس خلال السنوات الخمس الأخيرة. حقيقة، إن يد الظلم هذه في طورها لتحويله إلى آلة سلبية مزاجية كسلبية و مزاجية الذين ظلموه و أمعنوا فيه ظلما، بل و يرغبون في مواصلة سلبيتهم و فقرهم العلمي الذي لا يمكن إلا أن يمعن في إغراق السفينة التي نمتطيها جميعا. فالله الله في طلبتنا الذين إذا سلموا من يد الغدر الخارجية، لم يسلموا من يد الظلم الداخلية التي ترغب في تكييفهم حسب أهوائهم. إن هذه المظلمة المسلطة حاليا على طالب الدكتوراه قد إنعكست حاليا على مؤطريه و على جميع أعضاء مخبر البحث، الذي ينتمي إليه، و الذين إستاؤوا من عدم حزم الإدارة في إتخاذ التدابير اللازمة لرفع هذه المظلمة و ذلك بتعيين مقرر جديد لطالب الدكتوراه لدراسة مذكرة البحث الخاصة به. بناأ على جميع ما سبق ذكره٬ فإننا نتوجه بنداء عاجل إلى رئاسة الحكومة و وزارة التعليم العالي و البحث العلمي للإضطلاع بدورهم الكبير و الذي يهم خاصة حماية حقوق طالب الدكتوراه و ذلك بتعيين مقرر جديد في ظل لجنة محايدة لدراسة مذكرة البحث الخاصة بطالب الدكتوراه و لرفع المظلمة التي يتعرض إليها حاليا بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس و التي يتحمل مسؤوليتها رئيس لجنة الدكتوراه الحالي. ختاما، إن أملنا كبير في الوطنيين الشرفاء الذين يسهرون على خدمة هذا الوطن العزيز ليكونوا خير دافعين لدرء هذه المظلمة المسلطة على طالب الدكتوراه بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس.