كل أسرة تحرير موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس، تتمنى الشفاء العاجل للحاجة "فاطمة بنت صالح بن حامد العبيدي"، والدة زميلنا الصحفي "الطاهر العبيدي" مندوبنا الخاص بأوروبا. وصاحب ركني "ذاكرة المهجر"، "وحوارات في المنفى"، هذه الأم التي كما غيرها من الأمهات التونسيات، دفعت فاتورة باهظة من الشوق والحنين ولوعة الغياب، وعذابات فراق إبنها الوحيد، الذي فرّ من محكمة الكاف يوم 15 جانفي 1992 على إثر صدور الحكم تحت تهم سياسية جاهزة.. ويضل في المنفى الاضطراري بباريس طيلة عشرين سنة..ليعود إلى أرض الوطن يوم 5 مارس 2011 على اثر سقوط نظام "بن علي". ومن المفارقات المؤلمة أن يوم رجوعه من المنفى والدته فقدت ذاكرتها من صدمة الفرحة، ولم يبق في ذهنها سوى وليدي "وقتاش اطل على امميتك".. وللعلم فإن والده "محمد بن عبد الرحمان العبيدي" أيضا طريح الفراش، فقد تراكمت عليه سنوات فقدان ولده بالحياة.. وقد عانت كل أفراد عائلة زميلنا الإعلامي "الطاهر العبيدي" من دولة القهر والاستبداد التي اختطفت كل فرحة من العائلة، ولم تبق سوى الأحزان متسعكة بين أرجاء منزل شوهته أعوام أذى البوليس السياسي، ونظام التسلط العام… تمنياتنا بالشفاء لوالدة زميلنا ووالده، وتحياتنا الخاصة وإكبارنا للحمل الملقى على أخواته البنات"احبارة العبيدي" والجزائر العبيدي"، "ورفيقة العبيدي"، اللائي دفعن الكثير في غياب أخوهن الوحيد، ولا يزلن يعانين من مخلفات الوجع، والآن يقمن بتمريض والدين طريحي الفراش، فشكرا للأخوات الثلاث، وتقديرنا لدورهن في رعاية أبوين نهشتهما الأمراض وكبر السن، وطعنتهما سنوات الجمر، نحيّي كل هذه الأسرة الواقفة رغم ما مرّ بها من محن. ونسوق في هذا السياق بعض أبيات الشعر العامّي المؤثر من قصيدة لوالدة زميلنا "الحاجة فاطمة بنت صالح بن خامد العبيدي". التي تترجم فيها شدة لوعتها، بسبب غياب وحيدها حيث تقول: آه يا مضنوني بعد فراقك الدمعة ولت ساكنة عيوني وما عاد الكلام يصبّرني ولا عاد الدواء ولا الطبيب يداويني آه يا مضنوني بعد فراقك ولت الدنيا ظلمة في عيوني آه يا مضنوني وحشك ورّق في الكبدة غرّق ومعادش مدرّق آه يا مضنوني ارجع وعود وامسح عليّ الأيّام السود قبل ما نفارق الدنيا ونولي تحت اللحود اسرة موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس