إلى السيد محمد المزوغي مدير المدرسة الابتدائية محمد الجمل بصفاقس: سيدي المدير رب عذر أقبح من ذنب. لقد أسالت القيمة المالية التي طالب بها مدير المؤسسة لترسيم التلاميذ بالمدرسة الابتدائية محمد الجمل بصفاقس الكثير من الحبر و الاستهجان من قبل شريحة هامة من متابعي الشأن التربوي خاصة بجهة صفاقس و التي قدرها السيد المدير بثلاثين دينارا بالتمام و الكمال مع العلم أن معلوم الترسيم القانوني ديناران فقط ، و قد اعتبر السيد المدير أن أياد قذرة تحرك صفحة الماء الهادئ لتعكره مدعيا أن هذا المبلغ وقع الاتفاق بشأنه مع الأولياء. أعلمك سيدي أن عديد الأولياء اتصلوا بي ليؤكدوا أنهم لم يكونوا على علم بهذا المبلغ بل و تفاجؤوا به، ثم إنك بتصرفك هذا قد خرقت القانون و هذا في حد ذاته خطأ لأنه بمنطقك أنت يمكنك عقد اتفاقات متعددة مع الأولياء ذات شأن تربوي متجاوزا بذلك كل القوانين و المسؤولين على الشأن التربوي جهويا و وطنيا ، ثم إنك سيدي تعطي مثالا سيئا للمسؤول بنهجك طريق الابتزاز المشروط إلى جانب تكليف الأولياء أكثر من طاقتهم ، ثم لنفترض أن الأولياء قد وافقوك الرأي و أنهم ميسورو الحال و مستعدون لدفع أي مبلغ من أجل فلذات أكبادهم فهل هذا يخول لك تجاوز القانون ؟ و هل النجاح من وجة نظرك يكون في خرق القانون و إخضاع الأولياء إلى عملية ابتزاز رخيصة؟ لقد أخطأت في فعلك و أخطأت أيضا في تبريرك. في الأخير ، أين المسؤولون عن الشأن التربوي بجهة صفاقس من هذه الخروقات المفضوحة ؟ أين السيد المندوب الجهوي للتربية بصفاقس مما يحدث ؟ أين وزارة التربية و التي لا تسلط عصاها الغليظة إلا على من تريد ؟ الأولياء يكتوون سنويا بنار هذه الممارسات الرديئة و يطلقون صيحة فزع و لكن لا من مجيب .