رابعًا: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلَّم من علامات الجود: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «رَغِمَ أنْفُ رَجلٍ ذُكِرتُ عِندَه فلَمْ يُصلِّ عليَّ ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضانُ ثُم انْسَلَخَ قبلَ أن يُغفرَ لهُ ، ورَغِمَ أنْفُ رجلٍ أدركَ عِندَه أبواهُ الكبَرُ فلم يُدْخِلاهُ الجنةَ» [الترمذي: 35455]وصححه الألباني في [صحيح الجامع: (3510]، وفي الحديث الشريف قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: " الواجب الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلَّم إذا مر ذكره، عليه الصلاة والسلام ؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلَّم أنه قال: (رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ) وهذا يدل على أن الصلاة عليه واجبة عند ذكره صلى الله عليه وسلَّم". وعن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما قال: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «البَخيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِندَهُ ، فلَمْ يُصَلِّ علَيَّ» صححه الألباني في [صحيح الترغيب: 1683] قال الفاكهاني رحمه الله تعالى: "حديث (البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي) يقوي قول من قال بوجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلَّم كلما ذكر، وهو الذي أميل إليه" (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلَّم: ص 31). وقال الصالحي رحمه الله تعالى: " ينبغي أن تكون الصلاة عليه صلى الله عليه وسلَّم معقبة بذكره عنده، حتّى لو تراخى عن ذلك ذمّ عليه". خامسًا: الصلاة على النبيَّ صلى الله عليه وسلم من علامات الإيمان: عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ» [البخاري:15] و [مسلم:44] والمحبة الكاملة هي طاعة الله سبحانه فيما أمر به الله العزيز الحكيم وطاعة النبيَّ صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر به والصلاة على النبيَّ صلى الله عليه وسلم من هذه القربات والطاعات التي تنمي هذا الحب وتثمره. سادسًا: الصلاة على النبيَّ صلى الله عليه وسلم من علامات التوقير للرسول صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: {لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح:9]، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف:157]، وفي الآية الكريمة يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " الله أمر بتعزير الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} [الفتح:: 9]، والتعزير: اسم جامع لنصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وتأييد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنعه صلى الله عليه وسلم من كل ما يؤذيه. والتوقير: اسم جامع لكل ما فيه سكينة ، وطمأنينة، من الإجلال والإكرام، وأن يتم توقير الرسول صلى الله عليه وسلم بالتشريف، والتكريم، والتعظيم بما يصونه صلى الله عليه وسلم عن كل ما يخرجه عن حدِّ الوقار" انتهى بتصرف. " ولذا فإن الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من علامات التوقير والتشريف التي يحرص عليها المسلم وهي من موارد الصلاح التي يسعى بها المسلم أن يكون في زمرة المفلحين.