في علاقة بروزنامة المراقبة المستمرة 2018/2017 التي أصدرتها وزارة التربية بتاريخ 26 سبتمبر 2017 و بعد طول انتظار و بعد أخذ و رد و مد و جزر بقيت دار لقمان على حالها بل إن دار لقمان ازدادت سوءا . ففي قراءة أولية للروزنامة نلاحظ أن تواتر الفروض في مادة العربية مرهق و متعب و لا يراعي لا التلميذ و لا الأستاذ كما نلاحظ أن الفروض التأليفية تنطلق مباشرة بعد عطلة الشتاء مما يعني أن التلميذ سيجد نفسه في تربص مغلق استعدادا للامتحانات عوض أن يتمتع بالعطلة للاسترخاء و التقاط الأنفاس بعد أسابيع من الدراسة و الامتحانات و التعب و العمل الماراطوني و هذا يؤكد مرة أخرى الارتجال المسيطر على وزارة التربية في اتخاذ القرار و قد كنا أشرنا في السنة الفارطة إلى ضرورة توحيد العطل مع التعليم العالي مراعاة لخصوصية العائلات التونسية و كذلك لتنشيط السياحة الداخلية التي تضررت كثيرا بسبب القرارات العشوائية فما يروعنا إلا و الوزارة تمعن في التمادي في أخطائها بإعلانها إجراء الفروض التأليفية مباشرة بعد عطلة ديسمبر مما يعني تكبيل العائلة و جهلها في حالة تأهب قصوى للامتحانات عوضا عن الاسترخاء،و الأخطر هي التداعيات السلبية خاصة على تلاميذ الباكالوريا الذين تعودوا على استغلال هذه العطلة لمراجعة ما درسوه في الفترة الأولى و الاستعداد للفترة الثانية .فأين مراعاة هذه الجوانب أم إننا سنبقى نعيش الفوضى و الارتجال في وزارة عشش فيها الفساد و استفحل إلى درجة عدم القدرة على قراءة المشهد التربوي جيدا و استخلاص العبر من الأخطاء السابقة و اتخاذ القرارات الصائبة في علاقة بواقع البلاد؟ أخيرا ما هو موقف الجامعة العامة للتعليم الثانوي من هذه الروزنامة التي غابت فيها الرؤية الثاقبة و القرارات المدروسة التي تراعي التلميذ و الأستاذ و الإدارة و خاصة خصوصيات العائلة التونسية؟