تعرض مساء يوم الاحد قارب للهجرة غير النظامية انطلق من جزيزة قرقنة لحادثة تصادم إثر مطاردته من الخافرة العسكرية "صدر بعل" من أجل اجباره للعودة ليخلف 8 قتلى ونجاة 38 شابا وعددا غير محدد من المفقودين والذي قد يجعلنا امام كارثة أكبر في فاجعة بحرية تذكرنا بما وقع في فيفري 2011 حيث خلف حادث اصطدام الخافرة العسكرية "الحرية 302» بمركب للهجرة خمسة قتلى و17 مفقودا. وقد جدّ الحادث حسب البلاغ المقتضب لوزارة الدفاع الوطني على بعد 54 كم من قرقنة في حين اكدت مصادر إعلامية إيطالية ان الحادث جدّ في المنطقة المائية للبحث والإنقاذ التابعة للبحرية المالطية التي شاركت في عمليات الإنقاذ الى جابت البحرية الإيطالية والتي لولا تدخلها لكانت الكارثة أكبر حسب نفس المصادر. ان المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذي نبّه مرارا وتكرارا من عمق الازمة الاقتصادية والاجتماعية وكلفتها المتواصلة والنفق المظلم الذي تدفعنا إلى وآخرها موجة الهجرة غير النظامية والتي بلغت الالاف خلال الثلاثية الثالثة من سنة 2017 في مشهد يذكرنا بموجة 2011.: يترحم على ارواح الضحايا ويتقدم بتعازيه الحارة لعائلاتهم ويتمنى السلامة للمفقودين. يستغرب البطء في رد الفعل من السلطات التونسية لتقديم المعلومات وكشف ملابسات الحادث للراي العام المحلي وكافة العائلات والتي اكتفت ببلاغ مقتضب وهو ما يجعلنا نشك اننا إزاء كارثة تجتهد السلطات الرسمية في إخفاء معالمها والتحقيق الجدي في الفاجعة. يدعو الى تقديم المعلومات سريعا للعائلات حول الضحايا والمفقودين والإحاطة النفسية والمعنوية بالناجين يطالب الحكومة التونسية بمراجعة المقاربة الأمنية في التعامل مع الهجرة غير النظامية وتفكيك شبكات التهريب ومحاكمة المشتغلين بها ومراجعة مسارات التعاون الجارية مع الاتحاد الأوروبي والتي تعطي الاولوية للمقاربات الأمنية وتعتمد سياسات غلق الحدود من اجل الحد من الهجرة غير النظامية دون مقاربة تنموية شاملة تستجيب لتطلعات شباب تونس نحو الكرامة والعدالة الاجتماعية. ينبه من خطورة المواصلة في نفس السياسات الاقتصادية ومن خطورة إحساس فئات واسعة من الشباب بالإحباط وغياب افق للكرامة والتشغيل والعدالة الاجتماعية ومما يعمق من الرغبة في الهجرة لدى فئات واسعة من الشباب ويعرضهم للبحث عن حلول يائسة. المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية