نثبت صفحة اخبار التربية عن مدير احد المعاهد بصفاقس ما يلي : "نحن مقبلون على وضع عسير قد تشهده مؤسساتنا التربوية العمومية … الأيام القليلة القادمة ستكشف بعمق جملة من الاخلالات في المشهد التربوي هي بمثابة تداعيات لإخراج سيء لمنشور المراقبة المستمرة … لقد دأبنا على عدم الاستفادة من دروس الماضي بل أيضا الدفاع عن نفس الأخطاء والسعي إلى تبريرها … إن تطبيق هذا المنشور سيدخل مؤسساتنا في فوضى عارمة ناتجة عن اللخبطة بين زمن التكوين وزمن التقييم .. تلاميذ ينجزون الامتحان وآخرون يتلقون الدروس .. هذا التزامن له تداعيات سيئة على السير الطبيعي للامتحانات وعلى استمرارية الدروس .. فروض 4 ساعات وأخرى 3 ساعات يصعب انجازها دون المساس بزمن التكوين ولأن التقييم في أساسه هو تقييم جزائي فإن زمنيته تبتلع زمنية التكوين وهو ما ينجر عنه تفاقم ظاهرة الغياب ووقوف الأولياء بشكل مكثف أمام إدارات المؤسسات لتسوية وضعيات منظوريهم وعليه فإن سعي وزارة الإشراف إلى التكثيف من أيام الدراسة ووضع حد للتبذير في الزمن المدرسي لا معنى له بل النتائج ستكون عكسية تماما علاوة على على تفاقم الفوضى والارتباك وصعوبة إدارة هذا الشأن وسنلاحظ أن الفترة الفاصلة بين 2 جانفي و 27 جانفي وهو آخر أجل لإرجاع الفروض ستكون فترة عصيبة فيها إهدار للزمن المدرسي ومضيعة للوقت … إضافة إلى عدم التلاؤم بين زمن التقييم وزمن التكوين نرى أن التلميذ الذي سيجري فرضا مدته أربع ساعات في الفترة المسائية إن لم يتغيب سيكون خارج السياق التربوي و تنعدم لديه القدرة على التركيز في الفترة الصباحية وإذا أنجز الفرض في الفترة الصباحية سيتغيب عن الدروس في الفترة المسائية إضافة إلى كل ذلك فأن هذا التزامن بين زمن التكوين وزمن التقييم تتخلله حركية دائمة داخل المؤسسة مثل تنقل التلاميذ يبن القاعات بين ساعة وأخرى والحركية التي تشهدها ملاعب الرياضة بحيث ينعدم الهدوء ويتعطل التركيز وتفقد إدارة المؤسسةالقدرة على السيطرة وتأمين الظروف الملائمة .. أما من جهة الأستاذ فهو يجد نفسه مجبرا على الجمع بين مهمتين بين التدريس والتقييم 0نجازا وإصلاحا علاوة على صعوبة إنجاز فروض متعددة لكل قسم فرض خاص به … هذا الوضع سيؤثر حتما على حركية المدرس والإبقاء على استعداداته في كل ما يتعلق بالمردود البيداغوجي … إن ما تمت الإشارة إليه هو اليسير تماما بل أن الوضع أكثر صعوبة مما يمكن أن نتصور خصوصا وأن أساتذتنا وأبناؤنا سيحرمون من العطل التي تليها الامتحانات وهو ما سيؤثر سلبا على الزمن الاجتماعي … المطلوب هو التفكير إجابا في ما يمكن من الوقاية حتى لا نقع في الوحل ونسقط في شبر من الماء"