يستغل لطفي لعماري اي حدث بارز وطني او اقليمي او عالمي لاستعراض عضلاته في انتقاد الفاعلين في مختلف المجالات سياسية كانت او اقتصادية او ثقافية او اجتماعية بطريقة تفتقر الى اللباقة وادب الحوار في غالب الاحيان…فالمهم بالنسبة اليه هو ابراز قوته في فرض أرائه والتعبير عنها بصوت عال يلامس الصراخ المزعج ويا ويل من يعارضه او يقاطعه . وقد تجلى ذلك بوضوح مساء امس في برنامج 24\7 بقناة الحوار التونسي لمريم بالقاضي المخصص لاستغراض اهم احداث الاسبوع وتحليلها والتعليق عليها بحضور الرباعي شكيب درويش ومحمد بوغلاب ولطفي العماري وحسن الزرقوني… ولئن حاول الثلاثي شكيب وبوغلاب والزرقوني الالتزام بمقتضيات الحوار التلفزي واحترام المشاهد والحط من اندفاعات لطفي العماري المتسمة عموما بالصراخ وبث الحقد والكراهية ازاء الرئيس السابق الدكتور المنصف المرزوقي وحركته وحركة النهضة والسعي الى تحليل المواضيع المطروحة بهدوء ورصانة منها قضية الانتخابات الجزئية بالمانيا وقضية الصراع بين حزب أفاق وحكومة يوسف الشاهد وقضية القدس وقضية قرار منع التونسيات من السفر الى وعبر الاماراتالمتحدة فان اطفي العماري حاد عن الخط كالعادة وكان هائجا جدا في تدخلاته ومتعاليا وتجاوز كل حدود الحوار والجدال الرصين . وتجلى ذلك بوضوح اثناء تدخل جليسه شكيب درويش في قضية قرار الامارات العربية منع التونسيات من السفر اليها اوعبرها لدى عرضه بيان وزارة الخارجية التوننسية اللافت. اذ تدخل لطفي العمارى ليسأله بكل صلف وصفاقة قائلا بنبرة ساخرة:هل كنت تعرض هذا البيان لو تعلق الامر بقطر!؟؟فرد عليه شكيب بهدوء ورصانة وذكاء:سؤالك هذا غير بريء واطلب منك سحبه فصاح لطفي العماري بوجهه وافتك الكلمة ليصب حقده على النهضة والمرزوقي والترويكا…مؤكدا للجميع انه "فرعون زمانه" ومكرسا قولته الشهيرة "لا أريكم الا ما أرى". ولله في خلقه شؤون.