7 سنوات مرت على إندلاع الثورة التونسية التى أطاحت بنظام دكتاتوري حكم بالحديد والنار. ويبدوا أن أغلبيتنا مازال يعيش في جلباب الرأي الواحد، ولم يتمكن بعد من مغادرة نظام قمع الحريات وبقي حبيس أفكاره القديمة. فمع كل مقال رأي تنهال السهام من كل حدب وصوب وتتحرك الجيوش الإلكترونية لتكيل لنا التهم ونتعرض للسب والشتم تهمتك الوحيدة انك خالفتهم الراي. فيجيدون فن الشتم والقدح والذم كعقولهم الخاوية. فإذا قمت بنقد حركة النهضة سيتهمونك بأنك من الأزلام ومن إعلام العار وضد الإسلام ، وكأنهم هم فقط من يحملون رداء الدين أو أوصياء على البشر. أما إن قمت بنقد اليسار أو من تدعي الديمقراطية والتقدم سيتهمونك بالرجعية وخوانجي أو حتى إرهابي. وإن سولت لك نفسك نقد الإتحاد العام التونسي للشغل فالويل لك من النقابيين فالمنظمة الشغيلة حسب إعتقادهم هي ""المظلة"" ""حشاد"" ""نوبل للسلام"" ""نقابة الشغالين"" لا يجوز لك التعرض لهاته المحرمات وسيقولون قولتهم الشهيرة ""من أنت حتى تتطاول على الإتحاد"" هؤلاء هم الدكتاتوريين الجدد لا يقبلون من يخالفهم في الراي ، ولا يعرفون أن التعود على الإستماع إلى الرأي الأخر هو صفة حضارية غاية في الأهمية وضرورة من ضرورات التقدم والتطور ، وأن تبادل الأراء والأفكار يطورنا ويجعلنا نستفيد من خبرات بعضنا البعض وفي إحترام وجهة النظر مهما كانت بعيدة عن الصواب من وجهة نظرك. ولا نريد أن نكون كما قال ستيفن كوفي ""الناس يرون العالم كماهم وليس كماهو"" فالواقع يقول أن لكل منا وجهة نظر ، وتختلف الإتجاهات ، والإنسان العاقل هو الذي يعمل على فهم مايطرحه الأخر حتى يوسع دائرة فهمه للأمور. ولذا كفاكم من كيل التهم ، فلا ولاء إلا للوطن… وشهادة حق وبحكم تجربتي المتواضعة في بعض المواقع الإلكترونية أكاد أجزم أن موقع الصحافيين بصفاقس من القلائل جدا الذي لا يتدخل في كتاباتك وينشر جميع الأراء من اليمين إلى اليسار ، من الناقد إلى الشاكر… ولذا أقول للبعض كفاكم مزايدات وليتسع صدركم لتقبل جميع ال0راء بعيدا عن السب والشتم.