بعد الثورة أصبحت النقابات بلا حسيب ولا رقيب والويل كل الويل لمن ينقد "رمز" نقابي فحتما ستنهال عليه السهام من كل حدب وصوب ، فالنقابيون فوق النقد ، لا يخطئون ، منزهون ، في أبراجهم العاجية ينعمون. ومن الرموز النقابية نذكر لسعد اليعقوبي كاتب عام نقابة التعليم الثانوي ، رتبته أقوى من الوزير ، ورئيس الحكومة لا يقدر عليه ، فوق النقد ، يغير ويعين من يشاء ، أقال وزراء ، وإحتج على تعيين أخرين ، يهدد ، يتوعد بسنة دراسية بيضاء ، يتحكم في مصير مئات الألاف من العائلات. أمثال هؤلاء النقابيين يحسبون أنفسهم فوق القانون وفهموا الحرية بطريقة خاطئة ، وأصبحوا يبحثون عن الفوضي ودولة اللا قانون. والحال أنهم كانوا قبل الثورة وفي عهد الدكتاتورية لا يجرؤون حتى على نقد شاوش مدرسة اما اليوم وفي غياب الدولة يفعلون بمستقبل أبناءنا التلاميذ ما يريدون. ولسان حالنا يقول أننا إنتقلنا من دكتاتورية النظام إلى دكتاتورية النقابات وهو شيء خطير جدا يهدد الإنتقال الديمقراطي التى تمر بها البلاد. أسامة بن رقيقة