تعاني مدينة صفاقس من ازمة نقص حادة في المناطق والفضاءات الترفيهية خاصة للأطفال بسبب عزوف الدولة والمستثمرين على حد السواء على إحداث هذه الفضاءات وتطويرها ، وهو ما انعكس سلباً على نفسية الطفل والعائلة . وتنحصر خيارات المواطنين في صفاقس في حديقة التوتة أو في بعض الأحيان في مفترق طريق تونس قبالة باب الجبلي وتحويل تلك المساحة الصغيرة الخضراء إلى حديقة تتجمع فيها الأسر خاصة في الصيف ليلهو فيها الأطفال أو الشريط الساحلي "الكازينو" المهيأ مؤخرا والذي لا يتوفّر على فضاءات للأطفال. الطفل في صفاقس محروم من أماكن تساعده على أن يفجّر طاقاته ومواهبه، ومحروم من اللعب خاصة بعد أن أصبح اللعب في الشارع شبه محرّم ومنعدم منذ سنوات وذلك لعدّة أسباب. غياب الفضاءات الترفيهية في صفاقس يسبب حالة من القلق لدى الطفل مما يجعله يا إما عنيفا أو يلجأ إلى وسائل ترفيهية أخرى من الممكن أن تكون مصدر خطر عليه على غرار الأنترنات والألعاب الإلكترونية وغيرها. الطفل يحتاج إلى أماكن تساهم في صقل شخصيته كالنوادي وكذلك من أجل تفريغ الطاقة التي بداخله من خلال اللعب، وأحيانا يتسبب في قلق للعائلة بطلبه المتزايد على الخروج من المنزل وكسر الروتين واللعب مما يضطر الأباء إلى البحث عن فضاءات في مدن مجاورة إن إستطاع إليها سبيلا أو إنه يلجأ إلى الفضاء الوحيد والخاص بصفاقس و عادة ما تكون الأسعار فيه مرتفعة. متى تنظر السلط إلى حاجة المواطنين في صفاقس إلى فضاءات عامة؟ متى يُدرك الخواص أن لعب الأطفال تطوّرت ولابدّ من مواكبة هذا التطوّر؟