أضحت ظاهرة المشردين بمدينة صفاقس ظاهرة منتشرة بشكل لافت، حيث إرتفع عدد الأشخاص الذين يأخذون من الشوارع منازل لهم ومن الأرصفة فراشا ويتلحفون ظلمة الليل. ظاهرة المشردين منتشرة في أغلب دول العالم ولا تقتصر على شارع دون آخر، بحيث يوجدون بالارصفة وقرب مواقف السيارات والاماكن المهجورة والحدائق ومحطات النقل العمومي وهم بحالة يرثى لها وتحت وطأة البرد والاستغلالات الجنسية من منحرفين راشدين وغيرها من المظاهر التي يسترها ظلام الليل، لكن أن ترى مشرّدا يبيتُ ليلته على بعد 10 أمتار من مقرّ سيادة الدولة فهذا ما يؤكّد غياب الدولة وغياب الحلول وتجاهل لهذه الحالات التي تنتظر لفتة تحميها من برد الشتاء وقسوة النوم على الأرصفة ومن الإستغلال. تمام الساعة التاسعة ليلا وغير بعيد عن مقرّ بلدية صفاقس الكبرى ترى أحد المشردين يأخذ من درج بنك فراشا له، ينتظر هدوء حركية الشارع ولتقلّ حركة المارّة وروّاد المقاهي ليخلد للنوم قبل انقشاع الظلام، ينام على القاع مكتوف الأيدي حاضنا همومه بمفرده في ظلّ غياب من يحميه ويوفّر له أبسط ظروف الحياة الكريمة. بعيدا عن الأسباب التي جعلت من هؤلاء الأشخاص مشردين ودون مأوى، فهل يوجد قانون يحميهم وأماكن في مدينة صفاقس غير الشوارع تأويهم؟