أعطني إعلاما بلا ضمير، أعطيك شعبا بلا وعي، يبدو أن جل الوسائل الإعلامية المرئية في بلدي تعمل جاهدة على تكريس هذه المقولة الشهيرة لوزير الدعاية النازية جوزيف جوبلز إعلامنا تخلى عن الأخلاقيات والمبادئ التي تفرض عليه إلتزام الموضوعية و المصداقية في نقل الأحداث الجارية في المجتمع وصوتا لمشاغل المواطن وهمومه، كنا نحسب أننا مررنا من إعلام تكميم الأفواه والرقابة إلى إعلام نزيه حر يعمل على تنمية وتطوير فكر الشعب إلا أننا اليوم نشقى بإعلام يحط بنا إلى الحضيض ويضخ سيلا جارفا من الرداءة و الإبتذال في عقول الأفراد أذكر على سبيل المثال قناة الحوار التونسي التي إنحدرت بالمشهد الإعلامي نحو بئر سحيق من التفاهة والبذاءة، فهي تسعى جاهدة إلى السيطرة على العقول وتخديرها عبر فرضها لنكرات يتصدرون الشاشة وتطلق عليهم لقب فنان أو مثقف ليتسللوا إلى البيوت لتمرير أفكار وقضايا بعيدة عن مشاغل الشعب وواقعه، وبذلك يتحول المواطن إلى مصدق لكل ما يرى ويسمع وتغيب ردة فعله تجاه أحداث مهمة مما تعيشه بلادنا من أزمات وفساد على مستوى كل القطاعات سياسة الإلهاء التي تنتهجها هذه القناة تعتبر عنصرا أساسيا في التحكم في المجتمع فهي تعمل على تحويل إنتباه الرأي العام عن المشاغل الهامة والتغييرات التي تقررها النخب السياسية فهي بذلك تشتت إهتمامات المواطنين وتبعدهم عن مشاكلهم الإجتماعية و الإقتصادية الحقيقية نحو مواضيع ليست ذا أهمية لتجعل الشعب منشغلا دون أن يكون له أي وقت للتفكير