التيار الديمقراطي تمرس على السياسة وفهم أصولها و قواعدها فبالرغم من كونه الأقرب ايديولوجيا لحركة النهضة و بالرغم من كون العديد من هياكله و قواعده و ناخبيه هم نهضاويين و بالرغم من كونه حليف الماضي و صديق الحاضر و شقيق المستقبل فإنه لن يتحالف الآن مع النهضة، إذ لم يعد يفصله عن التشريعية القادمة و نهاية فترة حكم أحزاب انتخابات 2014 سوى سنة واحدة. التيار لا يريد أن يحمل على عاتقه فشل الحكومة و لا أن يتحالف مع من غضب منهم الناخب و عاقبهم بل يسعى إلى استيعاب بقية الغاضبين في ما تبقى في هته المدة النيابية لأنه يعرف أن الوضع الإقتصادي لن يتحسن في هته الفترة الوجيزة بل قد يزداد تأزما و يزداد عدد الغاضبين. التيار سيسعى من الآن إلى هيكلة حزبه و إنتشاره ترابيا و سيسعى إلى فضح فساد بقية الأحزاب في ممارساتهم داخل الحكومة أو داخل المجالس البلدية. حتى إذا ما حل اليوم الموعود سينتصر انتصارا كبيرا و يكون هو الحزب الثاني في الإستقطاب الثنائي بعد أن يقضي ديمقراطيا و بنتيجة الإنتخابات على ما تبقى من نداء تونس. النهضة تعرف جيدا هذا المخطط و تستلذه لأبعد الحدود لأنه سيخلصها من آلام التنازلات و المراجعات و ستصبح مقارنة بالتيار أمام الشعب و أمام المحفل الدولي هي الحزب الأكثر إعتدالا و لينا مقارنة بتطرف التيار الديمقراطي.