تتلاحق الهزائم والمصائب وتتتابع النكسات فى عالمنا العربي والاسلامي و تتوالى النكبات بمختلف اشكالها واصنافها ودرجاتها …وكي لانغوص بعيدا في تاريخ نكباتنا نكتفي بذكر نكبة سقوط الاندلس ونكبة اغتصاب فلسطين سنة 1948 على ايدي الصهاينة تنفيذا لوعد" بلفور" الذي وهب بموجبه الانتداب البريطاني عصابة الصهاينة فلسطين كتعويض لهم لمحرقة الحرب العالمية الثانية… كانت هذه النكبة الكبرى للعرب والمسلمين والنصارى باعتبار فلسطين موطن المسيح والقبلة الاولى للمسلمين بحكم وجود المسجد الاقصى على ارضها في بيت المقدس…وقد مكن الغرب الاستعماري اليهود من اقامة دولة لهم على جزء من ارض فلسطين تعويضا لمحرقة اليهود على ايدي هتلر اثناء الحرب العالمية الثانية…وهكذا تم تركيز الكيان الصهيوني على ارض فلسطين العربية بشهادة كل المؤرخين…وتسنى للعصابة الصهيونية تركيز كيانهم دون مقاومة فاعلة من الحكام العرب في تلك الفترة …وكانت نكبة اخرى في السياق اذ تسنى للمغتصب الصهيوني وضع قدميه على ارض فلسطين دون مقاومة تذكر.. ثم تمكنوا سنة 1967 من احتلال القدس التي تمثل لهم اكبر انجاز ؛اضافة الى اجزاء هامة اخري منها هضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء و الضفة الغربية لنهر الاردن وجزء من جنوبلبنان..وكانت هذه نكبة كبرى سموها وقتئذ نكسة…انتكس لها كل العرب والمسلمين والمسيحيين…ولئن تمكن الرئيس جمال عبد الناصر من امتصاص غضب العرب المهزومين وقتها باعلان حرب الاستنزاف لاستعادة الاراضي المحتلة سنة 1967 وتولى خليفته انور السادات تحقيق بعض النصر في حرب اكتوبر 1973 ممثلا في استعادة سيناء مقابل الاعتراف بالكيان الصهيونى الغاصب لارض فلسطين وجزء هام من ارض سوريا…ونسج ملك الاردن حسين على منواله اذ عقد معه اتفاقية وادي عربة التي تتيح للاردن استعادة الضفة الغربية مقابل الاعتراف بدولة اسرائيل المحتلة لارض فلسطين…وكانت هذه نكية اخرى في تاريخ نكبات العرب المذهلة والبشعة اذ مكنت المحتل الصهيونى من ازاحة خصمين مجاورين يضربة واحدة.!!!مكنته بعدئذ من الانفراد بسوريا والمقاومين الفلسطينيين والمؤيدين لهم في لبنان وفي مقدمتهم حزب الله…وانتقل العدو لمواحهة الرافضين له ولتصرفاته الرعناء داخل فلسطينالمحتلة وخارجها قاطعا على نفسه العهد بمتابعة كل من يواجهه بالكلام او السلاح معتمدا على القوة الاعظم في العالم وهي امريكا ومن يدور في فلكها ويهاب بطشها ويحتمي بها لدعم عرشه او دوام ملكه على غرار دول الخليج وجل الرؤساء الذين يأملون دعمه للمحافظة على كراسيهم او نيل رضاء رئيسها الارعن ترامب الذى توعد سلاطين المملكة السعودية بازاحتهم عن ملكهم في ظرف اسبوع واحد ان لم يطيعوا اوامره بتنفيذ وعده للصهاينة باعلان القدس عاصمة لاسرائيل ومضيهم قدما في الاعتراف بالكيان الصهيوني واعتبار ايران عدوهم الاول بدل اسرائيل ملوحا ان الامر يسري على بقية الدول العربية التى لم تطبع بعد علنا مع المحتل الصهيونى لفلسطين .وتجلى ذلك بكامل الوضوح في الايام االاخيرة من مجزرة الاثنين الماضى التي شهدت سقوط 62 شهيدا فلسطينيا في غزة على الحدود بينها وبين الكيان الصهيونى… وهي مجزرة جرت تحت انظار العالم اجمع واهتزلها من جنوب افريقيا الى تركياوايران باستثناء الغرب الذين اكتفوا كالعادة باصدار بيانات التنديد والمطالبة بتنفيذ القرارات الاممية بحق الفلسطيين دون الاقدام لاعلى قطع العلاقات الدبلوماسية معه بالنسبة للدول المعترفة به كمصر والاردنوتركيا…او حتى حضور المؤتمرات ذات الصلة بنكبة 15ماي الجاري الناجمة عن رفض اقدام المعتوه ترامب على تنفيذ وعده بنقل سفارة بلده امريكا الي القدس والذي تزامن مغ تاريخ اغتصاب فلسطين سنة 1948…فقد غاب عن مؤتمر المتظمة العالمية لحقوق الانسان جل الحكام العرب …وكذلك الحال مع المؤتمر الاسلامي العالمي الذي انعقد امس باسطنبول بدعوة من الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان الذي كان بمعية حسن روحاني رئيس ايران من ابرز الفاعلين في هذه النكية الجديدة وغاب عن هذا المؤامر الاسلامي الهام الرئيس الفلسطيني محمود عباس.??!!…يا لغرائب العرب !! ألا يؤكد هذا التصرف الاخرق لرؤساء وملوك الغرب قولنا ان نكباتنا ناجمة عن عيوب حكامنا? … ونقول لشعبنا العربي في فلسطين وكافة الوطن العربي :لا تيأسوا من رحمة الرحمان ما دامت كل شعوب العالم معكم وفي مقدمتهن شعب تركيا وشعب ايران …