شاهدنا و تابعنا جميعا الأحداث الأخيرة بالقدس الشريف، و هي حلقة جديدة في مسلسل تاريخي إسمه القضية الفلسطينية، التي بقدر الصخب الذي رافقها طيلة أجيال و سنين طويلة، بقدرضحالة نتائج ذلك الصخب… و لم تحرز هذه القضية تقدما بقدر ما عرفته من تراجع. القضية الفلسطينية لا يمكن معالجتها بالسلاح الذي لا نملكه و لا بالاعداد الغفيرة لأن حروب السيف و الرمح قد ولت و انقضت، و لا بالوعود التي لا تزيد إلا في تعميق الخيبة و الإحساس بالفشل. نحن أخفقنا و فشلنا حيث نجح الغرب في أقوى سلاح إسمه العلم، و يكفي أن يجول كل واحد منا بنظره في الشارع أو في منزله أو مكتبه حتى يتيقن من أننا نعيش في ضل اكتشافاتهم و اختراعاتهم… لن يكون لنا شأن و لا قيمة إلا إذا مكنا أجيالنا الصاعدة المقبلة من ناصية العلوم و أدوات التكنولوجيا الحديثة… و إذا احتفظنا كذلك بأجيالنا في بلداننا و أوطاننا… و سيكون حينئذ لكل حادث حديث…