أثارت المباراة الأخيرة لمنتخبنا أمام بلجيكا استياء الجماهير التونسية بعد المردود الباهت لعديد اللاعبين و كثرة أخطائهم و بعد الهزيمة الثقيلة و الأعرض في تاريخ مشاركات المنتخب التونسي الخمس في كأس العالم.. و لكن بعدها ب24 ساعة انهزمت بنما أمام انقلترا بنتيجة 6-1 و كان يمكن أن تكون النتيجة أثقل لولا بخل الانقليز و شفقتهم على منافسهم و هذا ما جعل بنما التي انهزمت أيضا أمام بلجيكا 3-0 في المباراة الأولى أسوأ منتخب في المونديال و يمكن أن نقول إن خسارتنا أمام انقلترا جاءت خفيفة أمام الكم الهائل من الفرص التي أتيحت للمنافس خاصة في الدقائق الأولى للمقابلة. و كذلك انهزمت بولونيا 3-0 أمام كولمبيا و خسرت الأرجنتين بنفس النتيجة أمام كرواتيا و كاد فريق مسّي أن يقصى من الدور الأول من البطولة ! و كذلك تعاني منتخبات عريقة كالبرازيل و ألمانيا بطلة العالم.. و كانت السعودية قد خسرت أمام روسيا 5-0 و التي بدورها سقطت أمام أوروغواي 3-0.. فخسارتنا ضد بلجيكا كان يمكن أن تكون " حشومة " أمام أنظار العالم و لكن انتكاسات الفرق الأخرى و منها العريقة يجعل الآخرين لا يركّزون على المنتخب التونسي و لا يمكن أن يسخروا منه و يواسي التونسيين لأن غيرهم أصيب بمصابهم و ربما أكثر.. و نتائجنا السلبية التي يجب ألا تمر دون محاسبة ليست استثناءً و " الشنق مع الجماعة خلاعة ". كل هذا يجعل المنتخب التونسي أمام فرصة سانحة لتحقيق أول فوز له منذ ملحمة 1978 أمام فريق بنمي في المتناول شرط عدم استسهالنا له و الحصول على المرتبة الثالثة في المجموعة و حفظ ماء الوجه و تحقيق أول انتصار للمنتخبات العربية و التي انهزمت في جميع مبارياتها و الانتصار الوحيد لها كان للسعودية أمام فريق عربي آخر و هو مصر ! فوز تونس أمام بنما سيجعل تونس أفضل المنتخبات العربية على مستوى النتائج لأن المنتخب المغربي كان الأفضل أداءً وكان يمكن أن يذهب بعيدا لولا سوء حظه و لم يتمكن من الفوز في مباراته الأخيرة أمام إسبانيا رغم أنه تفوّق في النتيجة مرتين و لكن انتهى اللقاء بالتعادل 2-2 بعد أن عدّلت إسبانيا الكفة في آخر دقائق المقابلة. و السؤال المطروح أيستغلّ أبناء معلول الفرصة و يفوزون على بنما و يحاولون أن يصالحوا جماهيرهم و لو قليلا أم إنهم سيواصلون العبث ؟