كلهم أقسموا يمين الولاء للوطن واحترام الدستور وخدمة مصالح البلاد.. رئيس الدولة أقسم.. رئيس الحكومة وأعضاء حكومته وكتّاب الدولة الملحقون بهم أقسموا.. رئيس مجلس نواب الشعب ونوابه أقسموا.. القضاة أقسموا.. كل المطالبين باليمين في مواقع القرار بالدولة أقسموا.. لكن من بين كل هؤلاء، كم عدد اللّذين التزموا بقَسَمهم!؟ اليوم أقسمت أمام السيدة رئيسة المحكمة الابتدائية بتونس الأولى على أن "أتفانى في خدمة مصالح البلدية وكل متساكنيها دون تمييز أو محاباة في إطار احترام الدستور والقوانين وقيم الديمقراطية ووحدة الدولة التونسية". وأنا ملتزم بمضمون قَسَمي حتى دون قَسَم. ولم أقبل بالقَسَم بمناسبة تنصيب المجلس البلدي، إلا كإجراء شكلي يفرضه القانون. لأني وبصراحة لا أعتقد بأن القَسم ضمان للوفاء بالعهد لأن فاقد الشيء لا يعطيه. وأشعر بالاحتقار تجاه كل الذين أقسموا وحنثوا وخانوا عهودهم..