حركة النهضة التي زينت ل"ولد پا" وهم خلافة أبيه، هي المستفيد الأكبر من ضعف نداء تونس الذي لا تريده أكثر من واجهة "حداثية" وتجمعا للانتهازيين والفاسدين، توهم التونسيين والعالم بأنه شريكها الأول في الحكم في حين أنها هي الحاكم الوحيد والمطلق بعد تمكنها من السيطرة الكاملة على أجهزة الدولة!! تواصل حالة الفوضى وتدهور الحالة المعيشية للتونسيين جعلت العديدين منهم يحنّون لعهد الرئيس الأسبق زين العابدين علي ويهتفون اليوم باسمه. وعندما يشعر الناس بأن التهديد لم يعد يطال قوتهم وأرزاقهم فحسب، بل وأعراضهم وحياتهم كذلك، عندها سيخرجون للشوارع بالآلاف لمطالبة حركة النهضة باعتبارها الحزب الوحيد القوي والمهيكل والمنتشر في كل أنحاء البلاد، بتحمل مسؤولياتها في إنقاذ البلاد من الفوضى والضرب بكل قوة على أيدي الفاسدين والمجرمين والعابثين والسياسيين والنقابيين!! عندها ستخرج الجموع إلى الشوارع للمطالبة بإعدام من تسببوا في مآسيهم وجوّعوهم وفقّروهم، وشنقهم في الساحات العامة وتطبيق آية الحرابة عليهم!! عندها لن يستمع أحد لخطاب الحداثة وحقوق الإنسان، بل لعل الحقوقيين الذين سينسى الناس نضالهم وتضحياتهم ومآثرهم سيكونون أول المستهدفين من الغوغاء.. يومها تذكروا بأنه ما كان لتونس أن تقع في هذه الهوة السحيقة لولا شخص اسمه حافظ قائد السبسي والعصابة العاهرة المحيطة به (مع اعتذاري مجددا لعاهرات تونس لما يمثله تشبيه هذه العصابة بهن من مس بشرفهن الوطني)، حيث دمروا مشروع حزب وطني كبير كان بإمكانه وحده خلق التوازن السياسي والنهوض الاقتصادي، وضمان تقدم المسار الديمقراطي على أسس صلبة تمنع الدولة من الانهيار.. تحيا تونس