من الشعارات التي تعلمناها عن آبائنا وأجدادنا ودأبنا على ممارستها وتلقينها الى أطفالنا أن وعد الحر دين ، ولكن وعد يوسف الشاهد الذي قطعه على نفسه وصرح به في وسائل الإعلام لفائدة المتقاعدين لم يكن دينا بل هو تسويف وضحك على ذقون فئة من الذين أفنوا عمرهم في بناء هذا الوطن وساهموا في رقيه وازدهاره وأخلصوا له وضحوا في سبيل إعلاء رايته ، ولكن يبقى المتقاعد الحلقة الأضعف ( رأس القرطاس قريب لربي) وخاصة متقاعدي الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية الذين كانوا بالأمس القريب مصابيح مضيئة في الادارات ، في التعليم ، في الصحة في …… وركيزة من ركائز بناء الدولة الحديثة ، ويبقى مرة أخرى وعد رئيس حكومتنا الموقرة حبرا على ورق شأنه شأن بقية الوعود الأخرى التي قطعها النداء على نفسه أيام حملته الانتخابية ، ربما لا ألوم الشاهد كثيرا على وعد لم يتحقق ولم ينجز من طرف الهياكل المعنية ولكنني ألومه فقط على تأكيده الجازم بأن جزءا من زيادة المتقاعدين سيصرف قبل العيد بينما يعلم أن هيبة الدولة قد نزلت الى الحضيض وأن قرارات رئيس حكومتها أو وزرائها ستدخل الموت السريري لأنهم لا يملكون القرار من اصله أحيانا وأحيانا أخرى تبقى تلك القرارات رهينة إدارة فاسدة أو نقابة متامرة متمردة ، ولقد حز في نفسي ما عاينته يوم الاثنين 20 أوت من تزاحم على شبابيك البنوك منذ الصباح الباكر واصطفاف عشرات المتقاعدين لساعات طويلة ليفاجئوا عند وصولهم يخلو رصيدهم البنكي لأن دولة الغورة لم تصرف لهم أجورهم ولا زياداتهم على غرار ما حصل مع الناشطين ومع بقية القطاعات الأخرى، فهل سنثق مستقبلا في دولة تعد ولا تنفذ لأنها فقط ضعيفة لا تملك القرار ولا تستطيع أن تطبقه بقوة القانون؟