اقترب للساسة حسابهم ولم يبقى بينهم وبين الصراط إلا لمح البصر يومها سيوفى كل واحد منهم أجره على ماكسبت بداه خلال السبع العجاف التي مرت بها البلاد وسيلفظهم الصندوق وتلحقهم لعنة أبنائنا الذين ركبوا البحر خوفا وجزعا من أصواتهم التي تنادي بحرق البلاد في الخفاء والعلن فكان مصيرهم الموت في البحر وستلعنهم أمهات الشهداء الذين طالتهم يد الغدر الإرهابية وستكون عليهم لعنة تونس أكبر لأنهم تداولوا على مفاحشتهاو اغتصابها وهي لاتزال طفلة لم تبلغ الرشد مستغلين طفولتها البريئة ولكنهم مازلوا في طغيانهم ولعبهم لعبة سياسة الأرض المحروقة ونحن نلاحظ مدى تخمرهم و اجتماعهم على موائد الشر والمكر والنجاسة والتكمبين فبعد أيام قليلة بعد خطاب الباجي قايد السبسي التلفزيوني الذي أعلن فيه القطيعة مع النهضة، عادت فجأة، وبلا سابق إنذار نفس "الماكينة" التي استعملت لشيطنة النهضة إلى العمل بنفس الوسائل والأساليب، لتعقد هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي مدفوعة بالجبهة الشعبية ندوة صحفية كتبت فصولها، كما تشير بعض الدلائل والتسريبات، بإشراف من مستشار رئيس الجمهورية بن تيشة وبتوجيه من أحد رموز اليسار الذين ارتدوا جبة التجمع وهو سمير العبيدي، لتلملم الهيئة والجبهة شتات معلومات، لا رابط بينها إلا العمل على توريط النهضة بأيّ ثمن وتعلن عن تملك الحركة لجهاز سري يقوم على أمره المسمى مصطفى خذر والذي يأتمر، حسب زعمهم، بأوامر قيادات من النهضة وأنه على اتصال مباشر براشد الغنوشي وأن هذا الجهاز له يد في اغتيال بلعيد والبراهمي وأنه يتجسس على مسؤولين في الدولة واحتفظ لنفسه بوثائق "اختلسها" من ملف التحقيق في القضيتين وملفات أخرى وأنّ جميع ذلك وضع في غرفة سوداء في وزارة الداخلية لتنجو النهضة من العقاب وتفلت من جريمتها .. وكل هذا كما نرى تلفيقات لا يصدقها البلهاء، فما بالنا بالعقلاء لأنها جميعا مخالفة للمنطق.. وإذا تكلمت الجبهة، فلا سبيل لأن يكذّبها الإعلام، لتنطلق التحليلات والنقاشات حول هذه القضية. وطبعا تختلف الغايات فالجبهة مازالت تماما كذلك الشرير في السلسلة الكارتونية الشهير "السنافر" الذي نراه في كل الحلقات يجري والحقد يتطاير من عينيه مقسما أنه سيتخلص من السنافر وإن كان ذلك آخر عمل في حياته. فالجبهة تركت العمل البنّاء وصراع الأفكار، ولا ترى وجودا لها إلا في معاداة النهضة، وبعض الإعلاميين أو أغلبهم يسايرونها، إما لمعتقدات إيديولوجية أو لمصلحة آنية، مادامت معاداة النهضة والائتمار بأوامر "الماكينة" ستدرّ عليهم أموالا طائلة. وكم مِن إعلاميّ كان يجاهد لتحصيل قوت يومه تعودت معدته منذ الثورة على طيب الأكل وألفت رجلاه الطرق المؤدية إلى افخم الفنادق ومن سيفرط إذن في هكذا فرصة بعد أن ظنّ طيلة أربع سنوات سابقة أن هذه "الأفاريات" ولى زمانها. ونراهم يتجندون الى إعادة السيناريو البغيض سيناريو2013 والذي اصبح لا خيار أمام أطراف سياسية عديدة في تونس إلا العمل على إزاحة النهضة من المشهد السياسي. ولا يهم الوسيلة ولا تهم الخسائر التي ستتكبدها البلاد إن عادت غصبا عنها إلى حضن الديكتاتورية. ولا يهمّ إن تفاقم عدد العاطلين عن العمل ولا يهم إن استبد الفقر بالتونسيين، ولا يهم إن ترملت زوجات أو تيتّم أطفال أو فقدت أمهات أبناءهن. ولا يهمّ إن غصت السجون بتونسيين لا ذنب لهم إلا أنهم انتموا إلى النهضة أو تعاطفوا معها، ليتمنّى من لا أمل لهم بالفوز في انتخابات وإن خاضوها لوحدهم، أن يخرج من المؤسسة العسكرية من يتلو على مسامعهم البيان رقم 1. ولما يئسوا من جيشنا استعاضوا عليه بمكرهم وتحالفوا مع من يتقن حبك سيناريوهات الاستخبارات المعادية. فاليقين أن سيناريو 2013 لا يمكن أن يعاد في تونس لتغير موازين القوى ولأن هذا الشعب لن يلدغ من نفس الجحر مرتين، بعد أن تبيّن أنّ ولاءهم للحزب أقوى من ولائهم للوطن وأن ولاءهم للعائلة أقوى من ولائهم للحزب.. فجأة ودون مقدمات يُعلَن اندماج حزب الرياحي في نداء حافظ قايد السبسي ليكون عراب العلاقات الجديدة مع السعودية والإمارات، وتهرول القيادة الندائية الجديدة إلى سفارة المملكة في استقواء مفضوح بالمحور المعروف بعدائه للأحزاب الإسلامية. ثم بسرعة تفوق سرعة الصوت تتوحد بقايا النداء واليسار وبعض القوى المحسوبة على الثورة من أجل إحياء ماهو قد مات وأصبح من الماضي غير مدركين أن موازين القوى الوطنية والدولية قد تغيرت وأن الشعوب تبحث عن التقدم والاستقرار ولم تعد أهمها الشعارات مهما كان مصدرها ونحن نلاحظ أن هذه الشرذمة من الإقصائيين شعارها (قاتلك قاتلك) الناشط الحقوقي