قال الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة التونسية، إن بعض الشباب الحالم يمكن أن يظن أنه يستطيع أن ينقل ما يقع في مصر لتونس ولكن هذا إضاعة للجهود، خاصة لوجود فارق بين الدولتين. وأضاف الغنوشي، اليوم الخميس، في تصريحات خاصة لجريدة "الشرق الأوسط" "فمصر تأثرت بالثورة التونسية عندما انطلقت وذلك لتشابه الواقع وقتها ولكن حاليا نحن نؤكد أن الوضع والواقع مختلف، فنحن في تونس قدمنا تنازلات في مجال الدستور حتى يمثل الدستور جميع التونسيين، كما نعيش في ظل حكومة ائتلافية وللسلطة رؤوس ثلاثة كل منها ينتمي لحزب كبير ومعروف وكلها لها مشاركة حقيقية في الحكم". وأكد الغنوشي أن حزب النهضة قدم العديد من التنازلات السياسية والفكرية من أجل المصلحة العامة، وتجنب الاستقطاب الآيديولوجي، وتحقيق التوافق. واعتمدنا استراتيجية جدية توافقية، كما تجنبنا تقسيم البلاد لتسميات مثل (مؤمنين وكافرين). وحول الفرق بين النهضة التونسية والإخوان في مصر، قال زعيم الحركة: "كل له أوضاعه الخاصة ولكن بالنسبة لوضعنا في تونس دعونا وما زلنا إلى ديمقراطية مبنية على الشرعية والتوافق والحوار شرطا لإنجاح المرحلة الانتقالية التي تحتاج لتوافق ولاحترام شرعية صندوق الاقتراع وقدمنا تضحيات كبيرة من أجل هذا، فمثلا نحن تخلينا عن وزارات السيادة من أجل التوافق لتجنيب بلادنا الانقسام".