غزة/القدس (رويترز) – أطلق مسلحون من غزة ما يربو على 200 صاروخ على بلدات وقرى إسرائيلية يوم السبت وردت إسرائيل بقذائف الدبابات والضربات الجوية التي قال مسؤولون فلسطينيون إنها أسفرت عن مقتل رضيعة فلسطينية وأمها ومسلح. وتصاعد العنف عبر الحدود لليوم الثاني وهرع سكان غزة لتحاشي الضربات الإسرائيلية بينما دفعت صفارات الإنذار للتحذير من الهجمات الصاروخية الإسرائيليين للاختباء في الملاجئ في حين فجرت الصواريخ الاعتراضية صواريخ الفلسطينيين في السماء. يأتي تصاعد العنف، الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعقد اجتماع مع مجلسه الأمني، قبل أيام من بدء شهر رمضان واحتفال الإسرائيليين بذكرى يوم الاستقلال. وينسب الفضل لوسطاء مصريين في وقف إطلاق النار في جولات العنف السابقة. ويعمل الوسطاء المصريون للحيلولة دون حدوث تصعيد جديد. وبدأ التصعيد يوم الجمعة عندما أطلق قناص من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية النار على قوات إسرائيلية عبر الحدود مما أسفر عن إصابة جنديين إسرائيليين، بحسب رواية الجيش الإسرائيلي. وردت إسرائيل بضربة جوية أدت إلى مقتل ناشطين اثنين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة. وقال مسؤولون فلسطينيون إن محتجين فلسطينيين قُتلا قرب الحدود بنيران إسرائيلية. وبدأت حركتا حماس والجهاد إطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل في وقت مبكر يوم السبت. وقال الجيش الإسرائيلي إن دباباته وطائراته نفذت هجمات ضد ما يربو على 30 هدفا للحركتين. وفي شوارع غزة المزدحمة بالمتسوقين استعدادا لشهر رمضان هزت الانفجارات المدينة ودفعت الناس للفرار لتحاشي القصف. وقالت وزارة الصحة في غزة إن ضربة جوية إسرائيلية قتلت رضيعة عمرها 14 شهرا وأمها وإن ما لا يقل عن 12 فلسطينيا أصيبوا يوم السبت. وقال سكان إن اثنين منهم من النشطاء. وقالت ابتسام أبو عرار خالة الرضيعة "طائرة إسرائيلية أطلقت صاروخا قرب المنزل ودخلت شظية البيت وأصابت الطفلة المسكينة". وقالت الجهاد الإسلامي في بيان إن وابل الصواريخ كان ردا على أحداث يوم الجمعة وإن إسرائيل "تنصلت" من تنفيذ تفاهمات سابقة توسطت فيها القاهرة. ولم يرد تعليق من المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي. وأعلنت كتائب حماة الأقصى، وهي جماعة مسلحة صغيرة موالية لحماس في غزة، مقتل أحد رجالها في ضربة جوية يوم السبت. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن شخصين أصيبا بشظايا. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس إن إسرائيل مستعدة لتكثيف هجماتها. وأضاف أن حركة الجهاد الإسلامي كانت تحاول زعزعة استقرار الحدود واتهم حماس بالتقاعس عن كبحها. وفي بيان مشترك قالت حماس والجهاد "إننا في الغرفة المشتركة نتابع عن كثب سلوك العدو الصهيوني ومدى التزامه بوقف العدوان على شعبنا، وسنرد على عدوانه وفق ذلك، ونحذره بأن ردنا سيكون أقسى وأكبر وأوسع في حال تماديه في العدوان". نظام القبة الحديدية يتصدى لصواريخ أطلقت من قطاع غزة على جنوب إسرائيل يوم السبت. تصوير: عمير كوهين – رويترز. * وساطة مصرية قالت حماس في بيان يوم الخميس إن يحيى السنوار رئيس الحركة في غزة سافر إلى القاهرة لإجراء محادثات بشان جهود الحفاظ على الهدوء على الحدود وتخفيف معاناة الفلسطينيين. وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة المصرية "مصر كثفت جهودها مع حماس والجهاد الإسلامي وإسرائيل لكن دون التوصل لنتيجة بعد". ورغم أن الضربات الجوية الإسرائيلية تحدث من حين لآخر ردا على إطلاق صواريخ من غزة، تفادت إسرائيل وحماس الدخول في حرب شاملة على مدى السنوات الخمس الماضية. ومن المقرر أن تستضيف إسرائيل مسابقة يوروفيجن الغنائية لعام 2019 خلال أقل من أسبوعين في تل أبيب حيث أطلقت صوبها صواريخ بعيدة المدى في منتصف مارس آذار. ويعيش نحو مليوني فلسطيني في غزة التي تضرر اقتصادها بشدة بفعل سنوات الحصار علاوة على تخفيض المساعدات الأجنبية. ويقول البنك الدولي إن نسبة البطالة تبلغ 52 في المئة فيما يزداد الفقر. وتقول إسرائيل إن الحصار ضروري لمنع وصول الأسلحة لحماس التي خاضت ثلاث حروب مع إسرائيل منذ أن تولت إدارة قطاع غزة في 2007. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، ساعدت الوساطة المصرية في إقناع إسرائيل برفع بعض القيود على حركة السلع والأفراد من غزة وإليها وتوسيع نطاق منطقة الصيد على البحر المتوسط للصيادين في القطاع. لكن إسرائيل قلصت المنطقة مرة أخرى الأسبوع الماضي ردا على إطلاق صاروخ وأغلقت المعابر الحدودية تماما يوم السبت بعد وابل الصواريخ من غزة.