صفاقس مريضة ، صفاقس تستغيث، صفاقس غاضبة ، هذه أهم العناوين التي يمكن أن تختزل الوضع في ولاية صفاقس على كل المستويات ، في الحقيقة هناك حيرة كبيرة في هذه الولاية و هناك حالة غضب معلنة و لعل المواطنين قد عبروا عنها لبعض الزائرين المرشحين للانتخابات الرئاسية و على رأسهم طبعا رئيس الحكومة السيد يوسف الشاهد ، لعل مدينة صفاقس من الولايات التي دخلت غرفة الإنعاش الاقتصادي و الصحي و الاجتماعي بل من المهم اليوم أن نتساءل عن الأسباب التي حولت ولاية طموحة تمثل أغلبية رجال الأعمال الذين لهم وزن في النسيج الاقتصادي إلى مجرد ولاية تعانى من انتكاسة اقتصادية مرعبة و من حالات من لامبالاة حكومية ، صفاقس اليوم حائرة و المواطن لا يفهم ما يحدث، الأسئلة كثيرة لكن لا أحد يريد أن يتحرك أو يتكلم أو يبادر و المشكلة أن صفاقس تنتحر على مرأى من كل الفاعلين السياسيين و لا أحد يعمل على ” الحوار” معها و أقصى ما طرح عليها هي بعض الوعود الحكومية التي تبين أن مجرد شيكات بدون رصيد . لقد كانت صفاقس تحمل في المخيال التونسي صورة الولاية الأكثر مردودا و استقرارا على كل الأصعدة و قد كان بإمكان هذه الحكومة أن تجعل منها منارة الأمل و عنوان النجاح أو ما يسمى الحلم التونسي لكن من الثابت أن الإرادة السياسية هي من سعت إلى تهميش الولاية و أن ما يحدث للولاية ليس بريئا و ليس مجرد خطأ في التقدير بل نحن أمام تضافر جهود و مساع لإبقاء الحال على ما هو عليه كنوع من العقاب بسبب حصيلة النتائج الانتخابية السلبية لبعض الأحزاب الحاكمة و بطبيعة الحال عندما تختلط الانتهازية و الزئبقية السياسية باللؤم فمن المؤكد أن ولاية صفاقس ستدفع الثمن ، لا أدرى حقيقة موقف نواب الشعب في هذه الولاية لأنه لا أحد يسمع لهم صوتا في قبة البرلمان و لا أدرى حقيقة من من الأحزاب يقف فعلا مع مشاكل الولاية و يريد حلّها ، بطبيعة الحال من يزور صفاقس يشعر بالأسى لان الولاية تحتل قائمة الولايات التي تؤثر في كل مجالات الحياة السياسية و الاقتصادية و العلمية لكنها مثل متضرر حادث الطريق الذي ينتظر سيارة الإسعاف التي تتأخر في الحضور.