عودة إلى موضوع القناةالاخبارية التي أعلن عن قرب انطلاقها الرئيس المدير العام للتلفزةالوطنية .. الجديد والخطير في الموضوع جاء على لسان السفير الفرنسي في تونس الذي أكد منذ أيام أن مشروع القناة الإخبارية الجديدة للتلفزة التونسية سيكون بالشراكة مع مؤسسة FRANCE24 .. هذه المعلومة تم إخفاؤها بشكل مقصود من طرف الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية محمد الأسعد الداهش، وكذلك من طرف الهايكا .. والغريب أنه لا أحد تحدث في الاعلام التونسي عن هذا المعطى الذي ذكره السفير الفرنسي في اجتماع مع الإعلاميين التونسيين ليلة 18 جانفي الماضي عدى اشارة صغيرة في موقع LeconomisteMaghrebin .. في حين خصصت له جريدة L'expression الجزائرية مقالا مطولا أكدت فيه على أن مشروع القناة الإخبارية التونسية الجديدة ستكون بالشراكة مع فرانس24 وستكون “نسخة من نموذج France Info القناة الإخبارية المتواصلة الفرنسية”. والمقال يقول أن السفير أكد أن القناة الإخبارية “ستكون جاهزة قبل قمة الفرنكوفونية التي ستنعقد في تونس في 12-13 ديسمبر 2020” !!! الرئيس المدير العام للقناة غالط الرأي العام وغالط اطارات التلفزة الوطنية وأعوانها بإخفاء هذا المعطى المهم الذي يستحق التوقف عنده. لست شخصيًا ضد أي شراكة شفافة وجادة، ولكن عندما يتم إخفاؤها فالأمر يدعو إلى الريبة! شخصيًا شعرت بالريبة منذ مدة عندما لاحظت التكتم غير المعقول على المشروع وغياب الشفافية. فوجهت طلب نفاذ إلى المعلومة إلى الداهش بخصوص الرؤية الاستراتيجية للمشروع، ودراسة الجدوى، وبرنامج الإنجاز، وطريقة التمويل، وإعلانات المناظرات الداخلية والخارجية للانتداب للقناة الجديدة .. ولكنه مازال لم يجبني، وبدأت أشك في وجود تلك الوثائق أصلا. وأذكّر مرة أخرى أن مؤسسة التلفزة الوطنية تعيش أزمة مالية وليس هناك أي وضوح حول تلك الوضعية .. عوض تسوية وضعية المؤسسة وتصفية حساباتها وتطوير القناة الوطنية تنخرط ادارتها في مشروع مشبوه الأهداف ومشبوه التمويل ويتصورون أنهم قادرون على تمرير مشروعهم هذا في المهموتة .. الكرة في ملعب شرفاء المؤسسة ونواب الشعب للضغط والمساءلة وفرض الشفافية الكاملة على إدارة تتعمد اخفاء نواياها ومخططاتها ..