الشارع في صفاقس أصبح غير مأمون الجانب بالنسبة للعائلات التي تخرج لقضاء بعض شؤونها فشباب اليوم لم يعد كما عهدناه محافظا على الاخلاق وعلى المبادئ وإحترام الكبير والمرأة والفتاة والعائلة ككل ففي كلّ شبر تمرّ فيه تشنّف أذنك بما تقشعرّ له الأبدان من فاسق الكلام والإيحاءات حتّى وانت مع زوجتك او أختك أو حتّى مع والدتك فشباب اليوم لم تعد له ضوابط اخلاقيّة تردعه ولم يعد يراعي أخلاق الطريق والمبادئ الجميلة التي تعلّمناها في الصغر من عند المدرّس والعائلة فحضر التصرّف القريب من الإنحراف أو لنقل هو الإنحراف الاخلاقي بعينه وأسباب هذا التعدّى على الأخلاق الحميدة كثيرة وأولها التربية العائليّة التي أصبحت شبه مفقودة ثمّ في المدرسة التي هي من تتولّى صقل الأخلاق أصبحت بحكم البرامج التعليميّة الجديدة مجرّد أداة إيصال معلومة علميّة أو لغويّة فقط دون الخوض في الأخلاق والدين والتصرّف الحضاري وتاتي الطامّة امام المدارس الإعداديّة والمعاهد والتي يتحرّر فيها التلميذ من القيود المضروبة حوله لينغمس في الشارع الذي لن يعلّمه إلا الكلام السوقي بحكم تواجد " بالنديّة" ومنحرفين بصفة دائمة امام هذه المؤسّسات التربويّة كما أن للنزوح دور كبير في ما وصلت إليه المدينة في هذه الأيام لان النازح غالبا ما يكون في حلّ كامل من القيود وحرّية مطلقة في التصرّف بالطريقة التي يراها وغالبا ما تكون هذه الطريقة عنيفة لفظيّا وجسديّا . صيحة فزع يجب ان يطلقها الجميع لان الظاهرة في تزايد ونموّ كبيرين والعائلة مطالبة كذلك بالنصح والمتابعة والردع وللامن نصيب فهو الذي يستطيع محاربتها بالطرق القانونيّة وبالدوريّات المتواصلة امام المؤسّسات التربويّة .