قديما قيل : قف للمربّي وفّه التبجيل- كاد المعلّم أن يكون رسولا .. فأين نحن الآن من هذه المقولة واين المعلّم او الاستاذ الذي كانت ترتعد فرائص التلاميذ بمجرّد الإلتقاء بهم في الطريق العام حتّى بعد سنوات من إكمال الدراسة ؟ لقد ضاعت كلّ هذه الهيبة التي كان ينعم بها رجل التربية لاسباب عديدة منها تغيّر المفاهيم وما إنتشر في مجتمعنا من حرّية مبالغة فيها سمحت للأطفال بإبداء عدم إحترامه للأستاذ دون ان يتعرّض للعقاب المنطقي وهنا يقودنا الحديث إلى مجموعة القوانين المحدثة والتي ساهمت في هذه الوضعيّة المحرجة لرجل التربية وقد يكون كذلك لتصرّف بعض الاولياء بكل قلّة ادب أثناء كلّ مشكلة تعترض التلميذ في مؤسّسته التربويّة ورمي اللوم كاملا على الأستاذ او المعلّم متى حاول معاقبة التلميذ او حتّى ضربه . وقد يكون لوسائل الإتصال الحديثة التي صدّرت لنا بعض التصرّفات المشينة وطبّقها الصغار دون ان يجدوا من يردعهم . هذه الوضعيّة يتحمّل رجل التربية نصيبا وافرا من المسؤوليّة لضعف شخصيّة بعضهم وخاصّة وهنا بيت القصيد هي الدروس الخصوصيّة التي الغت الحاجز بين الاستاذ من جهة والتلميذ ووليّه من جهة اخرى بما ان الأستاذ أصبح بمثابة موظف عند الولي لمصلحة التلميذ ويقبض آخر كلّ شهر مما ساعد على إنشاء علاقة ماديّة بين الطرفين ألغت جميع الحواجز الادبيّة التي بينهما . والمفروض ومهما كانت الإرتباطات الماديّة بينهما فإن واجب إحترام رجل التربية لا نقاش فيه لأنه يقدّم للتلميذ تاشيرة عبور إلى مستقبل أفضل ويبقى اولا واخيرا أستاذا لنا منه كامل الإحترام والتقدير ولقب " سيدي " الذي نطلقه عليه يجب ان يكون بالفعل لا بالقول فقط .